السلام عليكم جميعا
يقول الشيخ البوطي اطال الله بقاءه و نفعنا بعلمه -في ما معناه- انه من تمام نعمة الله على عبده ان جعل له هذه المصائب و الابتلائات فهو يسوقها اليه تارة ليطهره من الذنوب و المعاصي و تارة ليعيده اليه و الى سبيله المستقيم بعد ما يتيقن ان لا معين ولا منجي الا الله عز وجل و تارة اخرى ليهون عليه الدنيا و يحقر مكانتها في قلبه فاءذا اقبل عليه الموت لا يفزع منه
يحكى ان احد الملوك كان يذهب الى الصيد دائما برفقة احد معاونيه و كان معينه تقيا صالحا حتى اذا وقع للملك اي مكروه كان يقول له في كل مرة عساه خيرا ان شاء الله, عساه خيرا ان شاء الله,عساه خيرا ان شاء الله...
وفي احد الايام اطلق الملك سهما ليصطاد طريدة فاصاب اصبعه فبتره فقال له صديقه لا باس عساه خيرا ان شاء الله فاغتاض الملك لقول صاحبه و امر بسجنه, و لما عاد السجان ساله الملك ماذا قال صاحبي بعدما اغلقتم عليه باب السجن قال السجان لقد قال عساه خيرا ان شاء الله؟؟فزاد غيض الملك...
وفي احد الايام ذهب الملك للصيد و حده بعدما طاب جرحه فلما ابتعد عن حدود محميته و قع في قبضة قبيلة اخرى يقدمون في كل عام اسيرا قربانا لاله لهم و في هذه المرة كان الملك هو القربان, فلما هموا بقتله وجدوه مبتور الاصبع قال كبيرهم انه مشوه ولا يصلح كقربان لالهنا العضيم و اطلقو سراحه, و مباشرة تذكر قول صاحبه عساه خيرا ان شاء الله, فلما عاد الى القصر قال ايتوني به فلما جاءه قص عليه القصة و قال له اما انا فقد فقهت الخير في بتر اصبعي فمالخير الذي فقهته انت في سجنك فقال له لو كنت خارج السجن لرافقتك ولو رافقتك لقتلت عوضا عنك .
المغزى من القصة هو انه ليس من الضروري ان يعرف الانسان لماذا اصابته المصيبة و لم تصب غيره و الا فاين الايمان بالقضاء و القدر خيره و شره والفائدة الاخرى كما يقول الشيخ عمر عبد الكافي انه في طيات المحنة تولد المنحة.
ادعولنا ربي يهدينا.