صدى حملة وقاية من المخدرات في الصحف الوطنية

''نسعى إلى الإرتقاء بالعمل الجمعوي خدمة للمجتمع''

أكد ياسين خليفة رئيس جمعية السعادة والرقي الاجتماعي ببسكرة في حوار لـ ''الأحداث'' أن الجمعية تسعى الى ترك بصماتها محليا داخل المجتمع المدني والجمعوي البسكري وذلك بتميزها في
تخصص مكافحة الآفات الاجتماعية من جهة وللدور التوعوي والتحسيسي الذي لقي
تجاوبا كبيرا لدى المجتمع بتوظيف مختلف الفنون، معتبرا من جهة أخرى أن
مسرح الطفل هو القناة الأصلح لتحقيق الهدف الإصلاحي والرسالي المنشود.

- من أي منطلق جاءت فكرة إنشاء هذه الجمعية؟
في
حقيقة الأمر، الفكرة أصلا نابعة من إرادة فعل الخير وعن نفسي، لاحظت أنني
أتمتع بنعم الله الكثيرة كالصحة والبصر وغيرها، ولا سيما الثقافة وليس من
معقول أن لا أكون شكورا لله وأحاول تقديم ولو القليل مما
منح الله عز وجل لهذا المجتمع على حد قول احد الفلاسفة، عوض أن تلعن
الظلام أوقد شمعا ولتحقيق هذا الهدف السامي، من الضروري المساهمة في إصلاح
هذا المجتمع ويعود فضل تأسيس الجمعية إلى الكثير من الخيرين وأصحاب
الأفكار النيرة واسم الجمعية ''جمعية السعادة والرقي الاجتماعي'' يدل على
هدفها النبيل ومن منا لا يريد السعادة... وانطلاقا من هذه
الفكرة تأسست جمعيتنا سنة 2006 أي عمرها الآن 04 سنوات، تضم مجموعة من
الاساتذة والطلبة الجامعيين والعنصر النسوي بنسبة 80
بالمائة من مختلف الشرائح ''موظفات، عاملات وماكثات بالبيت''، من أهم
أهدافها التضامن مع الفئات المحرومة ومكافحة الآفات الاجتماعية.
- ما هي الأنشطة التي تكتسي أهمية وتضاف إلى رصيدكم كجمعية فاعلة في المجتمع؟
جمعيتنا لها بصمة مهمة داخل المجتمع المدني والجمعوي وذلك بتميزها في
تخصص مكافحة الآفات الاجتماعية في شكل حملة ضد المخدرات وهو مشروع توعوي
من خلال تنظيم ملتقيات متخصصة في قضايا الأسرة، إضافة إلى أنشطة تستقطب
الشباب عموما وتتميز بالتخصص والتنوع حتى نلبي حاجات منخرطينا.
- ما سبب تركيزكم على الأنشطة الثقافية، لا سيما مسرح الطفل بالمقارنة بالأنشطة الاجتماعية ؟
والله نحن نؤمن كجماعة لها أفكار ورسالة إصلاحية موحدة
تجاه هذا المجتمع الذي يضع فينا ثقته الكبيرة أن نسلك كل السبل لإيصال
رسالتنا على أكمل وجه وأعتقد أن الثقافة مقرونة بكل شيء ومكملة له ونعتبر
أن مسرح الطفل هو القناة الأصلح لتحقيق هدفنا ونود من خلاله
استهداف جيل المستقبل بأعمال تجنبهم الآفات، ووجدنا في هذا الإطار أن أحسن
وسيلة هي الفنون بمختلف أنواعها، ومن أبرز أنشطتنا المتميزة في هذا المجال، تجربة قمنا بها السنة الماضية مع عرائس'' الفرافوز '' بالتنسيق مع الأقسام التحضيرية بدور الحضانة بعروس الزيبان حيث
لقيت صدى كبيرا لدى الصغار والكبار ونظرا لنجاح التجربة الأولى، أعدنا نفس
التجربة مع النادي التابع للجمعية والذي تشرف علية سميرة بن شيحة، لكن هذه
المرة، أردنا أن نستهدف شريحة أكبر سنا، أي من سن 6 إلى 12 سنة، أي
الأطفال في مرحلة الابتدائي بتقديم عروض مسرحية وكانت
التجربة الأولى وهي مسرحية تراثية بعنوان ''لونجة بنت السلطان'' من التراث
وجسدناها في شكل عمل استقطب الصغير والكبير، يحتوي هذا الأخير العديد من
القيم كالصدق، الأخوة، الشجاعة، وقدمنا العرض المذكور يوم 4 جوان من السنة
الماضية بمناسبة اليوم العالمي للطفولة بقاعة الزعاطشة ولقي العرض نجاحا
كبيرا وحضورا متميزا من طرف النقاد والمختصين في مسرح الطفل، ولدينا مشروع آخر سنقدمه بالتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية بسكرة التي ستتبناه إن شاء، حيث يبرز العمل المسرحي جانبا مهما من التراث البسكري. وللإشارة سيُعرض العمل خارج تراب الولاية. ومن جهة أخرى، أسسنا مجموعة صوتية تلعب نفس الدور وتؤدي إلى نفس الغرض التربوي والتوعوي من خلال مختلف مواضيع الأغاني المقدمة كنشاطات في العديد من ملتقيات الجمعية.

- ماذا عن تجربة ثقافة التنمية البشرية من خلال أنشطتكم في هذا المجال؟
كانت
لدينا تجربة السنة الماضية من خلال تنظيمنا لأول ملتقى بعنوان الأسرة
والتنمية البشرية ''واقع الثقافة الأسرية وعلوم التنمية البشرية، هدفه
الأساسي إصلاحي تثقيفي، يمنح للزوجين أدوات لربط العلاقة الزوجية والتواصل
مع الأطفال ونفس النشاط تطرق، في الطبعة الثانية هذه السنة، إلى موضوع مستقبل
الأسرة الجزائرية في ظل تفاقم الآفات الاجتماعية، نشطه مختصون اكاديميون
واساتذة في علم النفس والاجتماع والطرح التطبيقي، تكفل به المدرب ضيف
الجزائر السوري الاستاذ حمزة الحمزاوي ومن الجزائر الاستاذ عادل
الشبل مدير مركز النجاح بسكيكدة والدكتور هلال خزاري من مركز الوفاء
بمسيلة وهو ما صنع تفاعلا كبيرا من خلال الحوار المباشر بين أصحاب النظري
وأصحاب الشق التطبيقي، فكانت الاستفادة للحضور والمشاركين.

- ماهي مشاريعكم المقترحة للموسم الجاري؟
المشروع
الذي نركّز عليه في الموسم الجاري إنشاء الله هو تحويل حملة الوقاية ضد
المخدرات من بلدية بسكرة إلى قافلة ولائية تجوب كل بلديات الولاية، سنقدم
من خلالها محاضرات في الإطار التوعوي، كما سنُنظم ملتقى وطنيا حول الأسرة
والقيم الاجتماعية وقد ينشطه أحد العلماء العرب ونحن دوما نسعى كجمعية إلى
الارتقاء بالعمل الجمعوي، بحيث نكون في الصدارة والخروج من العمل
المناسباتي إلى العمل الذي يفيد ويخدم المجتمع.

- بعد 4 سنوات من تأسيس جمعيتكم، ما هو تقييمكم للعمل الذي قمتم به؟
الحمد لله، الجمعية حققت نجاحا كبيرا مقارنة بعمرها الفتي واستطاعت أن تترك بصمة ايجابية تحسب لها وهذا يعود بالطبع للمجتمع البسكري من خلال حضوره المكثف والمتميز لجميع نشاطاتنا.

- تميزتم بتجسيد مشاريع ضخمة تتطلب دعما ماديا معتبرا، من هي الجهات الممولة لكم؟
بالنسبة
لتجسيد مشاريعنا ونشاطاتنا تلقينا الدعم الأول من وزارة الشباب والرياضة
في إطار مشروع حملة الوقاية من المخدرات ومن مديرية الشباب والرياضة
لولاية بسكرة، أما الدعم الثاني فكان من طرف الصندوق الولائي باقتراح من مديرية الشباب والرياضة أيضا.

- كلمة ختامية
شكري
الجزيل لكم على منحكم لنا هذه المساحة للحديث عن جمعيتنا وعن أهدافها
المسطرة من خلال مشاريعنا الكبرى في إطار المساهمة الفعالة في توعية
وتحسيس المجتمع البسكري وبالتالي الوصول إلى تحقيق مبتغانا المتمثل في زرع السعادة ورسم الابتسامة على الشفاه، كما أوجّه شكري إلى كل من قدم لنا المساعدة من قريب أو بعيد مهما كان نوعها.

حاوره: خالد بن نعجة


للاطلاع على نص الحوار يرجى زيارة الرابط

http://www.elahdath.net/index.php?option=com_content&task=view&id=14269&Itemid=41