حقائق من بيت المقدس

موضوع: حقائق من بيت المقدس 22/1/2009, 10:52

مع غياب الحقائق.. والتلاعب الإعلامي بالمصطلحات والأحداث والأرقام جاءت هذه المحاضرة الهامة التي ألقتها الأستاذة شيخة المفرج مساء أمس الجمعة 19/1/ 1430هـ تحت عنوان " حقائق من بيت المقدس" لتلقي الضوء على حقائق هامة نحن بأمس الحاجة إلى سماعها واستيعابها وتعليمها للنشء والأجيال القادمة.

ووضحت "المفرج" أن الصراع المحتدم بين المسلمين واليهود الصهاينة هو صراع أزلي هو صراع ديني وليس صراع دولة أو سياسة، وأن قضية القدس هي حرب أديان وليست قضية حزب أو أرض، إنها حرب بين الإسلام والكفر، وهذا ما ينبغي أن نقتنع به وننقله لأبنائنا.

وبينت "المفرج" أن قضية البلاء لابد أن تنزل في الأمة وهي سنة كونية ليمحص الله وقت الشدة والبلاء بين الملسلم الحق والمنافق، ويبرز المنافقين مشيرة إلى ما نسمعه حالياً من اتهام للمسلمين الصامدين الواقفين بقوة بوجه الكيان الصهيوني. ومعرفة نوايا المنافقين التي علت في وقت ينبغي لها أن تنخفض لكن أراد الله أن يفضحها.

وذكرت"المفرج" حقائق هامة طلبت منّا الانتباه لها وتعليمها لأطفالنا.. ومن هذه الحقائق:

الحقيقة الأولى:

تساءلت "المفرج" لماذا شاء الله أن يجعل هذه البقعة بالذات لتكون مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت نهاية الإسراء ومنطلق المعراج، مبينة أن ذلك لبيان فضلها وكرامتها وتميزها عن سائر بقاع الأرض.

وجعل الله هذه البقعة القبلة الأولى للمسلمين للصلاة التي فرضت عليهم طوال العهد المكي و18 شهر من العهد المدني والناس تصلي إلى البيت المقدس.

ولأمر حكيم لما كتب الله للمسلمين فتح هذه المنطقة في عهد عمر بن الخطاب خرج من المدينة إلى بيت المقدس ليستلم مفاتيحها دون سائر المدن، وما كان الخليفة يخرج ليستلم مفاتيح مدينة، وهذه الخصوصية تبين لنا المنزلة الكبرى لبيت المقدس في تاريخ المسلمين، وإلى هذا المسجد شرع النبي صلى الله عليه وسلم أن تشد الرحال، إضافة إلى وجود سورة "الإسراء" بين دفتي مصحفنا الكريم التي جاء في دلالتها وكنوزها} سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ{ وأكدت "المفرج" على وجود رباط قرآني عظيم بين هاتين المدينتين المقدستين، واتصال ديني وثيق ورباط مقدس بين أقدس بقعتين، وما وصله الله لا ينقطع.

الحقيقة الثانية:

تقول "المفرج" بما أننا نعيش في زمن الصورة وثورة المعلومات نجد كثيراً من الناس عندما يرى قبة الصخرة يظن أنه المسجد الأقصى، وفي هذا جهل كبير، وهذا ما خططت له اليهود وقصدته، يريدون أن يسمموا أفكارنا بأن المسجد الأقصى هو ذو القبة الصفراء، هم يسعون لذلك لأن من مخططاتهم أن يهدموا الأقصى فإن فعلوها وقد اختلط علينا أيهما الأقصى فلن تثور الأمة وسيفعلون ما شاءوا في مسجدنا، والمسجد ذو القبة الصفراء اسمه قبة الصخرة التي ربط عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم البراق، أما المسجد الأقصى فهو المسجد المعروف بجوار قبة الصخرة.

الحقيقة الثالثة:

فتح المسلمون بيت المقدس بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ 6 سنوات، وحكموا قرون طويلة، حتى احتله الصليبيون لمدة 91 عاماً فأغلقوا المساجد ومنعوا الصلاة فيها ورفعوا فيه الصلبان.. هكذا حتى سخر الله لهذه الأمة قائداً مسلماً وهو صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس في معركة حطين فعاد الأقصى إلى المسلمين من جديد، وفي هذه عبرة أن لا نيأس من طول الزمن فإذا قارنا بين تواجد الصلبين في القدس (91)عاماً، فيما لم يتجاوز اليهود مقامهم فيها (60)عاماً، كما أن المسلمون يصلون في المقدس الجماعات وأيام الجمعة، لم ترفع صلبان وغيرها، فلماذا نضعف ونهزم والأمر مازال بأيدينا؟

وفي ذات المضمار ذكرت "المفرج" قصة الحجر الأسود الذي ظل مع القرامطة لمدة 22 عاماً حين أخذوه من مكانه عام 317، ولما أراد الله أعدنا الحجر الأسود..

لذلك علينا أن لا نيأس ونحسب أن الغلبة للكفار، إذ يبقى لهذه الأمة أتقياء يقيض الله على أيديهم من يعيد لهذه الأمة عزتها، والله وعد المسلمين بالنصر، وإن تأخر في مقياسنا نحن البشر.

الحقيقة الرابعة:

تؤكد "المفرج" قائلة: اعلمي أن قضية المقدس وقضية فلسطين لا تنفصل البتة عن قضية الإسلام،إذ أن الأرض ليست عربية فلسطينية فحسب، بل قبل ذلك هي أرض للمسلمين يجب أن تفدى بالنفوس، وإذا ضعف الإسلام في نفوس أصحابه، ضعفت القضايا الهامة، وإذا ترسخ الإسلام فيها ستحيا كل القضايا.

ويجب أن نعلم نحن المسلمون أن لا سبيل لاستخلاص حقوقنا وأخذها من يد الأعداء إلا حين نعتصم بحبل الله جميعاً ونكون صفاً واحداً لا نتفرق، أما تقسيم الدنيا لأحزاب، فهذا الذي فرق الأمة وجعلها في ضعف فاستأسد العدو عليها.

قال الله تعالى: }إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ{

الحقيقة الخامسة

لا عودة للحق قبل العودة الحقيقية للإسلام، وأن من السنن المعروفة أن العاقبة للمتقين، ومن سنة الله أيضاً أن أهل الإيمان إذا تخلو عن إيمانهم، فإن الله يستبدلهم بقوم آخرين يحبهم ويحبونه } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ

وترى "المفرج" أن المصيبة النازلة بإخواننا في غزة قد تكون بسبب ذنوبنا نحن، فلو تفقدنا أحوالنا لوجدنا الكثير من المعاصي والذنوب، ولعل إصلاح أنفسنا هنا سبب لفرج إخواننا هناك ورفع الضيم عنهم..

الحقيقة السادسة:

تقول "ألمفرج" اعلمي أن النصر قادم لا محالة بكم أو بغيركم لأن الله قال: }لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ{

هذا عهد من الله، ومن أصدق من الله قيلا

وأكدت "المفرج" أن الحق سيعلو فلماذا لا يكون الخير منا وأن يكون لنا لبنة في طريق النصر لأن النصر لا يأتي بوصفة سحرية لابد من أخذ الأسباب والعمل لذلك.

الحقيقة السابعة:

بينت" المفرج" أن الانفعال والحماس مع القضايا يجب أن يكون منضبط بضوابط الشرع والعقل، وإن تجاوزها صارت عواقبه وخيمة، موضحة أنه في وقت الأزمات يظهر أهل الثبات؛ أهل العلم الذين يستسلمون لأمر الله وبالوقت نفسه يملكون القدرة على مواجهة العدو، وفي قصة طالوت الموجودة في القرآن الكريم مثال واضح على ذلك.

وختمت "المفرج" محاضرتها بالتأكيد على أن ما يجري حالياً فيه تمحيص وتصفية حتى يتبين المؤمنون التقات الذين يخافون الله ويقاتلون في سبيله، لذلك رأينا مواقف رائعة ومشرفة من إخواننا في فلسطين، نسأل الله لهم الثبات والنصر والقبول لشهدائهم والشفاء لجرحاهم، مبينة أن صمود أهل غزة أعطانا دروساً وعبراً في القوة والإيمان بالقضاء والقدر، ودروس بالثبات وبالصبر..

وختمت "المفرج " محاضرتها بهذه العبارة " لقد فاز بها أهل فلسطين"..

موضوع: رد: حقائق من بيت المقدس 23/1/2009, 23:23

ونردد كما ردد أهل فلسطين .. القدس في العيون نفنى ولا تهون

وبها فازوا .. وعليها ضحوا.. وفيها قتلوا

فنسأل الله الكريم أن يرزقهم الشهادة في سبيله

ولا نزكي على الله أحدا .. سبحانه وتعالى