بالعشاء الخيري.. فلسطينيو 48 يضيئون قناديل الأقصى ..

بالعشاء الخيري.. فلسطينيو 48 يضيئون قناديل الأقصى

الضفة الغربية - يتسابقون فيما بينهم.. يقدمون ما تجود به أنفسهم من أموال وإن كانت بسيطة..
يعملون بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن بيت المقدس فقال:

"ائتوه فصلوا فيه فإن لم تأتوه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله".

هذا هو حال سكان مدينة باقة الغربية بفلسطين المحتلة عام 1948، فمع حلول ساعات مساء السبت 14-11-2009،
وبينما يستمر الاحتلال الإسرائيلي بمشاريعه التهويدية لمدينة القدس المحتلة وللمسجد الأقصى، بدأت وفود
المواطنين وأطفالهم يؤمون خيمة العشاء الخيري الذي نظمته "مؤسسة الصدقة الجارية" في فلسطين المحتلة،
والذي يذهب غالبية ريعه لمقاومة التهويد في المسجد الأقصى من خلال مشاريع عدة.
عبد الكريم حجاجرة، رئيس مؤسسة الصدقة الجارية، يتحدث عن هذا المشروع فيقول:
"الاحتلال يشدد الخناق على مدينة القدس يوما بعد يوم، ويستهدف كل من يسكن في المدينة أو
يعمر المسجد الأقصى، فلابد لنا أن نقاوم هذه المشاريع التهويدية".
وبينما عيناه تراقب الوافدين إلى خيمة العشاء يتابع حديثه لـ"إسلام أون لاين.نت":
"هؤلاء الناس هم حماة الأقصى، قد يمنعهم الاحتلال من الوصول إليه، لكنهم يعملون بوصية
الرسول صلى الله عليه وسلم ويتبرعون بسخاء لصالح مشاريع إعماره".

ولا يتوقف تنظيم العشاء الخيري على موسم محدد من العام، كما يوضح حجاجرة، وإنما
"يسير وفق برنامج على مدار العام، بحيث يشمل جميع المدن والقرى في فلسطين المحتلة عام48،
ليكون بذلك تعبيرا عن موقف موحد في وجه الممارسات الإسرائيلية".
الهوية العربية
وعن بداية فكرة هذه المشاريع الخيرية يوضح حجاجرة:
"منذ قرابة 5 سنوات بدأت الفكرة، وبشكل خاص عندما بدأنا بترميم المصلى المرواني أسفل
المسجد الأقصى؛ حيث كان لأهل الخير دور في توفير ما يحتاجه المصلى من ترميم".

ويتابع بالقول: "منذ ذلك الوقت جاءت فكرة تنظيم العشاء الخيري، الذي يقوم عليه أهالي الخير أيضا،
بحيث تكون الدعوة عامة للجميع، ويحضره المئات في كل مرة، ويتسابقون في تقديم ما تجود به أنفسهم"
من خلال صناديق التبرعات التابعة للمؤسسة.
وعن طبيعة هذه المشاريع يوضح: "نقوم بالعمل على ترميم المساجد والحفاظ على المقابر الإسلامية،
إلى جانب كفالة الدعاة وأئمة المساجد الذين تحرمهم المؤسسة الإسرائيلية من الراتب فلدينا اليوم أكثر من 40 إمامًا وداعية".

وإلى جانب ذلك، يضيف "لدينا مشاريع لتحفيظ القرآن الكريم، وفي كل عام نخرج آلاف الحفظة من الأطفال،
والآن لدينا نحو 10 آلاف حافظ وحافظة، إلى جانب تقديم الدعم للطلاب لإكمال دراستهم في
ظل الوضع الصعب لعشرات العائلات الفلسطينية في الداخل".

كما ذكر حجاجرة أن مؤسسة الصدقة الجارية تسعى إلى تعزيز مكانة الأهالي في مدينة القدس والحفاظ
على الوجود العربي والطابع الإسلامي للمدينة في ظل حملة التهويد التي تمارسها المؤسسة
الإسرائيلية بحق المدينة العربية المقدسة. وقال:

"في ظل الظروف التي يعيشها المسجد الأقصى، تقوم مؤسسة البيارق التي تندرج تحت غطاء مؤسسة
الصدقة الجارية، بنقل المصلين من جميع أنحاء مدن الداخل الفلسطيني إلى المسجد المبارك
للصلاة والرباط فيه خاصة في ظل تهديدات المستوطنين للمسجد".
حملة تضييق
إضافة إلى ذلك تحاول المؤسسة، بحسب حجاجرة، تعزيز الحركة التجارية في مدينة القدس من خلال
تسيير عشرات الحافلات يوميا إلى مدينة القدس من فلسطيني الداخل مما يشكلون حركة شراء
تحيي أسواق البلدة القديمة لمدينة القدس.
وشدد رئيس مؤسسة الصدقة الجارية على أن "أهلنا في مدينة القدس يتعرضون إلى ضغوط كبيرة ومكثفة
من قبل المؤسسة الإسرائيلية؛ خاصة في مجال البناء؛ حيث لا يسمح لأي مقدسي أن يبني أي شيء
في مدينة القدس، أو يضيف ولو غرفة واحدة على بيته؛ لأن ذلك يشكل خطرا على هوية المدينة المقدسة
التي تسعى إسرائيل لتهويدها وسلخ الهوية العربية والإسلامية عنها".

وعلى الرغم من أن مؤسسة الصدقة الجارية تعمل وفقا للقانون وحاصلة على ترخيص من قبل الهيئات
الرسمية بمباشرة عملها، فإن الاحتلال يحاول التضييق عليها بأشكال متعددة.
وكشف حجاجرة أنهم "يتعرضون إلى حملة شرسة من قبل المؤسسة الإسرائيلية التي تمارس خلالها
عملية تخويف بشعة لفلسطينيي 48 الذين يدعمون المشاريع الخيرية، وتهددهم بالمساءلات القانونية من أجل ردعهم".
إلا أنه رغم ذلك أكد رئيس مؤسسة الصدقة الجارية أن "الإقبال في كل عام يزداد من قبل المواطنين
على المشاركة بهذا العشاء الخيري، بل ويزداد ريع المؤسسة لتنفيذ مزيد من مشاريع الصمود في وجه الاحتلال".

إسلام أون لاين

» خطيب الأقصى ينصح العرب والمسلمين بعدم زيارة القدس أو الأقصى
» عكرمة صبري، خطيب الأقصى لـ"الشروق": "أفشلنا محاولة ثانية لاقتحام الأقصى.. ولا تعويل على عباس والحكومات العربية"
» أيهما المسجد الأقصى "المسجد الأقصى وقبة الصخرة" صحح معلوماتك
» منسق العمل الخيري بأنجلترا يصف حجز المساعدات الخيرية بالمخزي ويصّرح
» مؤسسة الأقصى