القـدس الأسيـرة تسـأل عن إعلامٍ عربي غائـب

جرافة إسرائيلية تهدم منزل عربي بالقدس في نوفمبر الماضي

غزة-
وصفت شخصيات دينية وسياسية فلسطينية دور الإعلام العربي بـ"الخافت
والباهت" في وقت تستعر فيه إجراءات ومخططات الاحتلال الإسرائيلي من أجل
تهويد القدس وطمس هويتها، مطالبين بأن تكون قضية القدس جزءا دائما من
تغطية الإعلام.

وأكد هؤلاء في حديث لـ
"إسلام أون لاين" اليوم الأحد أن القدس تتعرض لأشرس هجمة إسرائيلية منذ
عام 67، إلا أن الإعلام العربي يهمش هذه القضية ولا يضعها على قائمة
أولياته ولا يجري سوى تغطية شكلية خالية المضمون.

فبـدوره قال رئيس الهيئة
الإسلامية العليا في القدس وفلسطين الشيخ عكرمة صبري: إن مدينة القدس
المحتلة تشهد حملة تهويد متسارعة وكثيفة هذه الأيام، خصوصًا مع خفوت دور
الإعلام العربي والفلسطيني الذي لا يُعطي المدينة المقدسة الأهمية
المطلوبة.

وأوضح صبري أن المؤسسات
المدنية والاجتماعية في القدس "غير كافية لعدم وجود دعم مالي لها وبسبب ما
تتعرض له من هجمة إسرائيلية شرسة فوجود ميزانية ودعم الكافي يقوي الإعلام
والمؤسسات التي تدافع عن القدس".

زاوية يومية

واقترح الشيخ صبري بضرورة
تخصيص زاوية يومية في الصحافة المحلية والعربية لدعم الأقصى، وإفراد
مساحات بارزة في الفضائيات والبرامج للتحدث عن ثقافة القدس وتاريخها
وجغرافيتها وحضارتها.

وطالب الدول العربية بوجوب
رصد ميزانية سنوية للقدس: "حتى نحافظ على المؤسسات المدنية والاجتماعية
والتعليمية، وتحتاج القدس لميزانية تقديرية تبلغ 500 مليون دولار سنويًّا".

وأطلقت شبكة إسلام أون لاين
تغطية خاصة عن القدس في ذكرى احتلالها تهدف من خلالها التأكيد على محورية
قضية القدس وتذكير الأجيال الجديدة بها وحشد كافة الإمكانيات من أجل حماية
المدينة من التهويد الإسرائيلي.

تهويد المدينة

وحذر صبري من أن إسرائيل
تعمل على تفريغ المدينة من المواطنين العرب وجلب أعداد كبيرة من اليهود
ليحلو محلهم، وتعكف على إضافة الأراضي التي ترجع ملكيتها للعرب لتسمين
المستوطنات".

وعن أهم الخطوات التي
اتبعتها إسرائيل لطرد السكان وإخلاء المدينة قال صبري: "اتبعت البلدية عدة
خطوات منها إخلاء المنازل بدعوى أنها غير مرخصة والشروع في هدمها.. كما
عملت على ضم المستوطنات المحيطة بالقدس إليها بحيث تتوسع المدينة وتكون
مساحتها كبيرة، وسيضاف اليهود الذين يقطنون هذه المستوطنات إلى عدد
السكان".

وبين صبري أن الاحتلال يُخطط أن تكون مدينة القدس يهودية وألا تُطرح على طاولة المفاوضات مجدداً.

وأضاف: "في السنوات السابقة
كانت إسرائيل تؤجل البحث في ملف القدس إلى المرحلة النهائية.. وكان هذا
التأجيل نوعًا من الخداع والمماطلة ليعلنوا وبشكل واضح أن هذه المدينة غير
خاضعة للمفاوضات ومعنى ذلك أنه لا حل لا مفاوضات لا سلام".

إعلام سطحي

ومتفقاً مع ما ذهب إليه
الشيخ صبري، قال الدكتور مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الفلسطينية:
"حديث الإعلام عن القدس سطحي وخافت ولا يتناول الخطر الحقيقي والفعلي الذي
تواجهه المدينة المقدسة".

وحذر البرغوثي من أن عملية
تهويد القدس وصلت للذروة، وأن الهجمة الشرسة التي تتعرض لها ستغير
ملامحها، وستعمل على إحاطتها بتسع حدائق توراتية تُضفي على المنطقة طابعا
يهوديا.

وكشفت منظمة حقوقية
إسرائيلية مؤخرا عن خطة حكومية سرية لمحاصرة القدس القديمة وتحويلها إلى
"مملكة توراتية" بالتعاون مع جمعيات استيطانية تهدف إلى إحباط أي تسوية
مستقبلية لجوهر الصراع، وتفيد جمعية "عير عميم" في تقرير مفصل أن الخطة
السرية تهدف إلى تأمين هيمنة إسرائيلية في القدس المحتلة وتهتدي
بأيديولوجية اليمين المتطرفة من خلال تسع "حدائق وطنية تاريخية" تؤدي إلى
تغيير حاد في الواقع الراهن للمدينة.

وتنبه الجمعية إلى أن الخطة
المذكورة تنسجم مع خطة أخرى صادقت عليها بلدية القدس في نوفمبر2007 وتحمل
رقم 11555، ترمي إلى محاصرة الحوض التاريخي للقدس القديمة وفرض الهيمنة
الإسرائيلية اليهودية عليها.

وخطر سفلي

ونوه البرغوثي إلى أن الخطر
الذي يهدد المسجد الأقصى ليس على سطح الأرض فقط، إنما هناك تهديدات واسعة
تدور تحت الأرض، قائلاً: "الأنفاق والحفريات التي تدور رحاها تحت باطن
الأرض ستسرع من انهيار المسجد الأقصى في أول ضربة إسرائيلية قادمة وتُحقق
إسرائيل ما أرادته منذ زمن".

ومعاتباً وسائل الإعلام قال
البرغوثي: "للأسف الإعلام لم ينتبه جيداً لما يجري للقدس من خطر حقيقي
وتهديد كامل.. وهو لا يستطيع أن يلتقط صورة توضح همجية الإجراءات
الإسرائيلية بحق المدينة المقدسة.. فعملية التهويد على قدم وساق وتهجير
آلاف المواطنين على أشدها، ودور الإعلام غائب وباهت".

ورأى البرغوثي أن دور
الإعلاميين لا يتوقف على رصد خبر مجرد والتقاط صورة واحدة لمعاناة القدس،
بل عليه التركيز والتمعن في كافة تفاصيل المشهد للحد من الانتهاكات
الإسرائيلية للمدينة وأهلها.

وطالب البرغوثي بضرورة شن
حملة سياسية ممنهجة بموازاة حملة إعلامية قوية لفرض عقوبات على إسرائيل
"التي لا تنوي التراجع عن هدم الأقصى.. ولا وقف الاحتلال.. ولا عقد سلام..
ولا عودة اللاجئين والقبول بهم، ويجب إظهار هذا كله للمجتمع الدولي والضغط
عليه لاتخاذ إجراءات رادعة لإسرائيل".

إستراتيجية قانونية

ومن جانبه أكد يوسف رزقه
وزير الإعلام السابق في حكومة غزة أن القدس تمر في المرحلة قبل النهائية
من عملية تهويدها والاستحواذ على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي، كما تعمل
الحكومة الإسرائيلية اليمينية على جلب أعداد كبيرة من المستوطنين تزامنًا
مع ترحيل السكان العرب بحيث لا يزيد عددهم على 12% من مواطنين القدس.

وأوضح رزقة أن الإعلام لا
يلعب دوره كما يجب للدفاع عن قضية القدس، ولا يتابع بدقة عمليات التهويد
التي تجري على مدار الساعة، وأضاف: "ليس هناك تحرك واضح وبارز لقضايا
قانونية يقف خلفها الإعلام العربي لشكوى إسرائيل في المحافل الدولية".

واعتبر رزقة أن الإعلام
العربي خاضع لرؤية النظام الرسمي الذي يئس من إمكانية استعادة القدس وأردف
قائلاً: "رجل الإعلام يستطيع أن يلعب مساحات أكبر بكثير وبحدود أوسع حتى
ولو بجهد شخصي دون أن تدعمه أي مؤسسة.. فالشيخ رائد صلاح أكبر نموذج يجب
أن يحتذيه الإعلاميون؛ لأن لديه جهودا تعبوية إعلامية وخطابية لها تأثير
كبير في قضية القدس".

وعن رؤيته في جهود
الإعلاميين في الوقت الحاضر قال رزقة: "جهود الإعلام تكاد تصل للأداء
المقبول، ولم تتجاوز الجيد أو الممتاز الذي نطمح أن تتخطاه.. ويجب أن
يرسموا إستراتيجية إعلامية قوية تجاه القدس خاصة في ظل الحكومة اليمينية
المتطرفة التي تسعى لطمس هوية المدينة وتهويدها".

وعن طبيعية الإستراتيجية
التي يأمل بوجودها تابع: "من الضروري وجود برامج يومية في الفضائيات وباقي
وسائل الإعلام المختلفة من مواقع إلكترونية وإذاعات وصحف تسلط الضوء على
تاريخ القدس وترصد الانتهاكات الإسرائيلية لخلق رأي عام مساند لمدينة
القدس وأهلها".

وطالب رزقة بضرورة رصد جميع
القرارات الدولية بحق القدس منذ قرار التقسيم لتفعيل القضية على المستوى
القانوني والعالمي، وإفراد برامج خاصة للقدس في كل مرحلة من عملية
احتلالها القدس وتهويدها.

اسلام اون لاين
القـدس الأسيـرة تسـأل عن إعلامٍ عربي غائـب Aqsa2

القـدس الأسيـرة تسـأل عن إعلامٍ عربي غائـب Aqsa2

» قاموس انجليزي عربي صغير مع معلومات عامة
» وفد برلماني عربي تترأسه الجزائر يضع حجر الأساس لمنارة الحرية