مرحباا بكم في منتدى جمعية السعادة للرقي الاجتماعي ببسكرة
أيها الزائر الكريم أنت غير مسجل لدينا
يشرفنا ان تنظم الينا فاذا لم تستفد بشيئ فانك لن تضيع وقتك نحن نعدك بذلك بادر بالتسجيل الان
مرحباا بكم في منتدى جمعية السعادة للرقي الاجتماعي ببسكرة
أيها الزائر الكريم أنت غير مسجل لدينا
يشرفنا ان تنظم الينا فاذا لم تستفد بشيئ فانك لن تضيع وقتك نحن نعدك بذلك بادر بالتسجيل الان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اخبار نشاطات الجمعية : مرحبا بكم في منتديات جمعية السعادة للرقي الاجتماعي لولاية بسكرة المقر الرئيس بحي المجاهدين بمحاذاة المسجد -----------بعد عملية تكيف الجمعية مع القانون الجديد للجمعيات اصبحت الان الجمعية تهتم بالطفولة ومرافقة الشباب -----------يمكن زيارة مكتب الاستشارات التربوية بمقر الجمعية الثاني بطريق طولقة بمحاذاة الدرك الوطني (حي 1000 مسكن)،المكتب مخصص للتلاميذ الذين لديهم صعوبات دراسية ------------ ترقبوا المزيد من الأخبار
بعد عملية تكيف الجمعية مع القانون الجديد للجمعيات اصبحت الان الجمعية تهتم بالطفولة ومرافقة الشباب

 

 أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
*تسنيم
عضو مميز
عضو مميز
*تسنيم


عدد المساهمات : 2136
السٌّمعَة : 592
تاريخ التسجيل : 21/02/2009

أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال Empty
مُساهمةموضوع: أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال   أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال I_icon_minitime21/6/2010, 15:18

"الشروق" تتجول في رفح الحدودية وتخترق شبكة الأنفاق
]أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال
مبعوث‭ ‬‮"‬الشروق‮"‬‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭: ‬رشيد‭ ‬ولد‭ ‬بوسيافة

أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال Salah_872897581
]عمال الأنفاق: نواجه الموت في كل لحظة بالاختناق والردم والقصف

تتضارب الإحصاءات حول عدد الأنفاق التي تربط رفح المصرية برفح الفلسطينية، فمنهم
من يقول إن عددها يتجاوز الألف، وهي موزعة على طول الحدود بين البلدين
بينما يعتبر البعض الآخر هذا الرقم مبالغا فيه ويحصر عددها في بضع مئات،
لكن الأكيد أن وراء كل نفق قصة مثيرة...
[/b]


ماأن القضية كلها شكلت محور الأحداث خلال السنوات الأخيرة حيث كانت الأنفاق
هي الصلة الوحيدة بين مليون ونصف مليون فلسطيني محاصر بغزة مع العالم
الخارجي في ظل الغلق المحكم للمعابر من الجانب الإسرائيلي ومن الجانب
المصري... هي حكاية سعت "الشروق" إلى معرفة تفاصيلها وتجولت تحت أرض رفح
واختبرت الرعب الذي يشعر به من يتواجد تحت ملايير الأطنان من التراب الذي
قد ينهار في أي لحظة.


هوشريان الحياة السري الذي أنقذ مليونا ونصف مليون فلسطيني من الموت جوعا
ومرضا، من هناك تدخل كل السلع الاستهلاكية، وتدخل الأجهزة والمعدات، وتدخل
الأدوية، وتدخل حتى المعدات الثقيلة والسيارات، ليتحول الحصار معها مجرد
واجهة لإدانة المجرمين الصهاينة والمتواطئين معهم من العرب.


"الشروق"التي كانت مرافقة للوفد الجزائري تسللت ليلا إلى مدينة رفح وبمساعدة
فلسطينيين ناشطين في مجال الأنفاق استطاعت أن تدخل عددا منها، وهنا يشار
إلى أن عددا كبيرا من الأنفاق ينشط بشكل علني من الجهة الفلسطينية حيث
تصطف الأنفاق في المنطقة الحدودية بمدينة رفح إلى جانب بعضها البعض كمحلات
البيتزا، بينما مخارجها من الجهة المصرية سرية وهي تتصل ببيوت المصريين.


أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال 022



جنازة كل ثلاثة أيام

وأول ما أثار انتباهنا عند وصولنا منطقة الأنفاق هو أكوام التراب العالية التي
استخرجت أثناء عملية الحفر، مما يجعل الأنفاق مكشوفة أمام الإسرائيليين
الذين يمسحون الحدود في لحظة عبر المناطيد التي تصور كل حركة ولو كانت
بسيطة، وغالبا ما تعمد الطائرات إلى قصف الأنفاق أثناء وجود حركة بها،
لتلقي ملايير من أطنان التراب على العمال، وفي هذا السياق يتحدث سكان رفح
عن حوادث خطيرة تحدث بشكل يومي، وأنهم يشيعون جنازة ضحية كل يومين أو
ثلاثة أيام، وقد صادف وجودنا بالمكان وقوع ضحية قيل لنا إنها ردمت تحت
أكوام التراب.




ومن
ينجو من الموت ردما أو اختناقا أو قصفا، تهدده العديد من الأمراض الخطيرة
بسبب ظروف العمل الصعبة جدا، حيث يصاب العاملون بالعديد من الأمراض
التنفسية والسرطانية، غير أن العاملين بالأنفاق أكدوا أن تضحياتهم تهون في
سبيل الشعب الفلسطيني المحاصر.

]أنفاق تجارية وبعضها إغاثية وأخرى في خدمة المقاومة
توصف أغلب الأنفاق التي أنجزت على طول الشريط الحدودي بين رفح المصرية ورفح
الفلسطينية، بأنها أنفاق تجارية، أنشأها ناشطون بهدف الربح المادي، وتدر
عليهم أرباحا طائلة، حيث يتم إيجارها لمن يرد إدخال سلع من مصر إلى غزة،
وقد تحول أصحاب هذه الأنفاق من الفلسطينيين والمصريين إلى بارونات تتصرف
في الملايير، بينما يتم استخدام بعض هذه الأنفاق لأهداف إغاثية حيث يتم
إدخال العديد من الأجهزة الطبية والمواد الضرورية كحل أخير في حالة عدم
التمكن من تمريرها عبر المعابر.




وبالنسبة
للأنفاق الموجودة على الحدود بين غزة والأراضي المحتلة سنة 1948، فهي كلها
أنفاق في خدمة المقاومة، وقد وقفت "الشروق" على منطقة أنفاق بجوانب بيت
لاهية، حيث تظهر المنطقة خالية تماما، بينما تسود حركة تحت الأرض أشبه
بجحور النمل، وهو السر وراء عدم تمكن القوات الإسرائيلية من احتلال غزة
خلال الحرب الأخيرة، إذ كان المقاومون يخرجون من تحت الأرض بعد مرور
الصهاينة فوقهم، ويمطرونهم بالرصاص، ليتحول الجنود الإسرائيليون إلى موقف
دفاع عن النفس.


حتى السيارات تهرّب عبر الأنفاق![
أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال 07

لا يقتصر نشاط الأنفاق على تهريب السلع بمختلف أنواعها وإنما يتعدى ذلك إلى
المعدات الكبيرة وبينها السيارات، وقد تحصلت "الشروق" على شريط فيديو
لعملية تهريب كبرى تمكن خلالها الفلسطينيون من إدخال 20 سيارة في ليلة
واحدة، وهي ذاتها الليلة التي كان الوفد الجزائري يتواجد فيها بغزة، وهنا
يشار إلى أن "الشروق" تجولت في منطقة الأنفاق على متن سيارة تويوتا مهربة
عبر الأنفاق حيث أكد صاحبها أنه أنفق 43 ألف دولار على السيارة، بينها 30
ألف دولار سعر السيارة في مصر، و7 آلاف دولار كسعر لإيجار النفق الذي مرت
منه، و6 آلاف دولار لتسوية وثائقها داخل القطاع.

"الشروق" تتسلل تحت الأرض باتجاه الحدود المصرية[

أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال 044



دخلت
"الشروق" أحد الأنفاق الصغيرة بمساعدة العمال القائمين عليها، حيث يتم
استخدام رافعة تشتغل بالكهرباء، وقد نزلنا في النفق وهو عبارة عن بئر عمقه
12 مترا، وفي الأسفل يتحول أفقيا على مسافة 1000 متر ليتصل ببيوت أحد
المصريين، النفق عرضه لا يتعدى مترا واحدا، بينما علوه بطول الإنسان، أي
بإمكان الشخص قصير القامة أن يقف داخله بشكل مريح، وقد سارت "الشروق" عبر
النفق باتجاه مصر رفقة ناشط في الأنفاق، حيث لوحظ وجود فريق كامل يعمل تحت
النفق، وفي كل مرة نصادف شخصا أو شخصين، يشرفون على عمليات النقل للسلع،
ويتم التنسيق بين كل أعضاء الفريق بهاتف سلكي مخصص للاتصالات داخل النفق
الذي وفر القائمون عليه إضاءة جيدة.

استمرت "الشروق" في السير تحت النفق باتجاه الحدود المصرية لكن اتصالا طارئا
بالهاتف أمر بالإسراع في الخروج من النفق، لدرجة أننا اعتقدنا أن الأمر
يتعلق بقصف إسرائيلي أو بانهيار أرضي، لكن عندما عدنا إلى الأعلى اكتشفنا
أن مرافق "الشروق" انتابه القلق بعد أن طال انتظاره ونحن على عمق 12
مترا... عدنا إلى الأعلى وقد شعرنا بالرعب الذي يشعر به كل من يعمل داخل
الأنفاق في ظل غياب أدنى إجراءات السلامة.


أنابيب داخل الأنفاق لتهريب كل أنواع الوقود

أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال 033



لاحظنا أثناء وجودنا داخل النفق وجود ثلاثة أنابيب (انظر الصورة) ولما سألنا
القائمين على النفق قيل لنا إنها مخصصة للوقود بكل أنواعه، وهنا يشار إلى
أن مادة المازوت تصل إلى قطاع غزة بسعر أقل من السعر الذي يأتي من إسرائيل
عبر المعابر، لأن المازوت مدعم في مصر وغير مدعم في الكيان الصهيوني.




الأنفاق مزوّدة بنظام إضاءة متطوّر، ونظام اتّصالات سلكي يستخدم في تنسيق عمليات
نقل السلع، كما يستخدم للطوارئ في حالة وجود قصف إسرائيلي يستهدف الأنفاق،
وهنا يسجل عدد كبير من ضحايا القصف، لكن ذلك لا يؤثر على نشاط الأنفاق، إذ
كلما استهدف نفق أعاد الفلسطينيون ترميمه، وأحيانا يحفرون أعمق منه، وقد
أكد الناشطون في مجال الأنفاق أن القصف لا يمكنه أن يوقف نشاطهم، وأن
إسرائيل عجزت عن إيجاد حل لهذه المشكلة، مؤكدين أن الجدار الفولاذي الذي
تبنيه مصر لن يوقف نشاطهم، موضحين أن الطريقة الوحيدة للقضاء على ما أصبح
يسمى باقتصاد الأنفاق هو إزالة الحصار والسماح بدخول كل السلع بما فيها
السيارات عندها يمكن الحديث عن تراجع أو توقف نشاط الأنفاق.




[b]الملايير في اقتصاد الأنفاق وبروز طبقة الأثرياء الجدد


أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال 05



يشير
العارفون بحقيقة ما يجري تحت أرض رفح، أن اقتصاد الأنفاق أصبح هو العمود
الفقري لاقتصاد غزة، وأن ما بات يعرف بالأثرياء الجدد، الذين يملكون
الأنفاق ويؤجرونها بمبالغ خيالية، شكلوا طبقة جديدة في مدينة رفح بشقيها
الفلسطيني والمصري، وهي طبقة غير مثقفة كانت فيما سبق من فئة العمال
البسطاء، وهو تطور ضرب منظومة القيم من أساسها وبرزت عنه مظاهر أخرى غريبة
عن المجتمع الفلسطيني، وهي النقطة السلبية الوحيدة لظاهرة الأنفاق خصوصا
التجارية منها.




ويقدر البعض ما يدخل عبر الأنفاق بمليار دولار سنويا، وهو ما يشكل احتياجات مليون ونصف مليون فلسطيني داخل قطاع غزة.


أسواق غزة.. العين بصيرة واليد قصيرة[
على عكس ما كنا نتوقع، فإن أسواق ومحلات غزة تحوي كل المنتجات الضرورية
والكمالية، خصوصا على مستوى مدينة رفح التي تنتشر بها محلات الأجهزة
الكهرومنزلية بما فيها شاشات التلفزيون المتطورة وبكل الأحجام، وكلها
قادمة عبر الأنفاق، غير أن المواطن الغزاوي غارق في توفير ضروريات الحياة،
ولا يستطيع اقتناء تلك المنتجات التي تصل غزة بأسعار مضاعفة مرتين أو
أكثر، لينطبق عليهم المثل القائل "العين بصيرة واليد قصيرة".

[b]الأنفاق لم تعد من الأسرار

أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال 01



لم تعد الأنفاق سرية، وإنما أصبحت على كل لسان ولا يتحرج سكان غزة من ذكر كل
التفاصيل عن الأنفاق وأماكن وجودها، والمنتجات التي تهرب منها، وما
الفائدة من إخفائها وإسرائيل على اطلاع على كل الأنفاق وأماكنها وماذا
يهرب منها، لذلك اختار الفلسطينيون أن تكون معركة الأنفاق معركة علنية
كغيرها من المعارك، ولم يتردد المسؤولون في حكومة هنية من القول إن ما
يدخل غزة من المنتجات عبر الأنفاق يكفي، وأن غزة مستعدة لتصدير منتجات
قالت إسرائيل إنها سمحت مؤخرا بإدخالها عبر المعابر وبينها المايونيز
والكاتشاب.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsaada.ahlamontada.net/
*تسنيم
عضو مميز
عضو مميز
*تسنيم


عدد المساهمات : 2136
السٌّمعَة : 592
تاريخ التسجيل : 21/02/2009

أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال   أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال I_icon_minitime21/6/2010, 18:28



توصف بأنها طريق الموت والحياة
''الخبر'' تتوغل في دهاليز وأنفاق غزة







أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال Elkh-21-06--gazaأنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال Img-ombre-haut-droit
أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال Img-ombre-bas-gaucheأنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال Img-ombre-bas-droit
يصفها الكثيرون ممن مروا عبرها بأنها الطريق المجهول نحو الموت، ولكن لا أحد
منهم يشك في أنها مصدر رزقه ورزق عياله الوحيد الذي أصبح متاحا في ظل
الحصار المفروض على غزة وأهلها، وفرصة عمل للآلاف من العاطلين عن العمل،
وأصبحت أخيرا مؤسسة نقل تجاري قائمة بذاتها، تنقل البضائع من كل الأصناف،
يدفع المشرفون عليها رسوما وحقوق تأمين الحفارين والعمال ودية لأهله إذا
لقي حتفه.
على مسافة 14 كيلومترا تصل الحدود الفلسطينية المصرية من أقصى نقطة غربا
على شاطئ البحر الأبيض المتوسط إلى الشرق، حيث معبر كرم أبو سالم الذي
تسيطر عليه قوات الاحتلال الإسرائيلية في حدود فلسطين المحتلة سنة .1948
في هذه المسافة وجد التجار ضالتهم فاستعانوا بملاك الأراضي هناك لحفر
الأنفاق، فتركز العمل على مسافة لا تزيد عن ثلث الطول الإجمالي لتلك
الحدود.
بدأت أول حكايات الفلسطينيين مع الأنفاق عندما استعان بها عناصر المقاومة
وقت كانت إسرائيل لا تزال متواجدة على الحدود المصرية الموصولة بغزة، لأجل
إخفاء ونقل وتهريب السلاح والذخيرة والمتفجرات والمقاومين المطلوبين. لكن
بعد الحصار الذي تحالف كل العالم لفرضه إثـر سقوط غزة في أيدي حماس، أصبحت
واقعا أساسيا في حياة الغزاويين، تتشابك عدة مصالح أمنية وتجارية وإنسانية
في تسييرها للدواء والوقود... العصائر والملابس... وحـتى الحيـوانات دخلت
عن طريق الأنفاق ووضعت في أقفاص الحدائق، بينما تراصت البضائع لتعيد
الحياة إلى متاجر وأسواق القطاع الذي يفرض عليه الاحتلال الإسرائيلي حصارا
اقتصاديا وعسكريا خانقا منذ صيف ,2007 مهددا بذلك حياة سكان غزة البالغ
عددهم 5,1 مليون نسمة.
لم أصدق ما رأت عيني عندما وصلت إلى المكان، في تلك الليلة الأخيرة من
وجودنا في غزة، ضمن قافلة المساعدات الإنسانية الجزائرية التي نظمتها
جمعية الإصلاح والإرشاد. كنت قد أجريت اتصالاتي مع بعض الفلسطينيين الذين
درسوا في الجزائر لنقلي إلى هناك حتى أرى وأعيش التجربة على حقيقتها.
العديد من الأنفاق من مختلف الأشكال والأصناف، تصطف بجانب بعضها البعض، لا
يكاد يفصل بينها أحيانا سوى بضعة أمتار. أنفاق تأخذ مسارات أفقية لا يزيد
عمقها في الغالب عن بضعة أمتار، وأنفاق أخرى تدلى عموديا بنحو 20 أو 30
مترا قبل أن تستدير أفقيا في عمق الأرض، وأخرى لا يزيد قطرها عن متر واحد
وأنفاق يتجاوز قطرها ثلاثة أو أربعة أمتار.
كانت الساعة تشير إلى الواحدة صباحا، وهدير المحركات التي تتولى جذب
الكوابل المربوطة بعربات النقل داخل كل نفق، يملأ كل المكان، يتغذى دون
انقطاع من مولدات كهربائية كبيرة الحجم. يغطي مخرج النفق خيمة كبيرة تزيد
مساحتها عن 200 متر مربع. في داخلها لاحظت العشرات من الكراسي البلاستيكية
مصطفة فوق بعضها، قيل لي إنها وصلت لتوها، يقوم ثلاثة شبان في مقتبل العمر
بحملها على شاحنتين كانتا متوقفتين في مدخل الخيمة بجنب بعضهما البعض، وفي
زاوية أخرى تراكمت صفائح كبيرة من القصدير الموجه لتسقيف المساكن التي
هدمتها طائرات ''أف ''16 الإسرائيلية في الحرب الأخيرة، وصلت أيضا في تلك
الليلة، وقال لي المشرف على النفق إنهم بانتظار حمولة أخيرة. بجانب فوهة
النفق تدلت أجهزة اتصال لا سلكية مربوطة إلى خشبة، وموصولة بأسلاك تمتد
داخل النفق، كانت تتعالى منها أصوات من يسهرون داخل النفق على الشحن
والتفريغ ومرافقة العربات في طريقها. ''حسن، حسن، فينك يا حسن؟ الشحنة
الثانية قادمة في المنعطف ما قبل الأخير، عند الحجر الأخضر''. كانت تلك
بعض الكلمات التي التقطتها من صيحات متقطعة لا تتوقف. وبعد دقائق بدأت
تظهر البضاعة، قال لي مرافقي: ''أنظر أسفل''. ظهرت ثلاجة مشدودة بالكابل
الكهربائي وملفوفة في كارتون قوي يحميها عند الاحتكاك بجدران النفق عند
رفعها إلى أعلى، ثم تلتها ثلاجة ثانية وثالثة، كانت الحمولة المنتظرة تضم
نحو 20 ثلاجة في تلك الليلة، عبر نفق صاحبنا. قلت لصاحبي مندهشا: إنها
كبيرة. وفضل أن يجيبني بطريقته، عندما أخرج هاتفه النقال وأراني بالصوت
والصورة تسجيلا لسيارة فخمة دخلت غزة الليلة التي قبلها عبر نفق آخر أكبر.
سألت مرافقي: ''كيف يستنشقون الهواء ليحافظوا على حياتهم في نفق يصل طوله
إلى كيلومتر؟''. أجابني صاحبي أن هناك مضخات هواء في أعلى النفق على
مسافات مختلفة، يتم تشغيلها لمدة ربع ساعة كل ساعة لتضخ الأكسجين لمن هم
داخل النفق عبر خراطيم طويلة، وهكذا دواليك حتى ينتهي وقت المناوبة الخاص
بكل واحد منهم، وهي إحدى مهام أجهزة الاتصال اللاسلكي الموصولة داخل
النفق، حيث يتم الاطمئنان بشكل مستمر على الموجودين داخل النفق. وأكد
حفارو الأنفاق الغزاويون أنهم تمكنوا من اختراق الجدار الفولاذي المقاوم
للقنابل الذي بنته السلطات المصرية للحد من عمليات التهريب على الحدود
المصرية مع قطاع غزة، بعد أن بدأت أشغاله تحت الأرض لمنع وصول بضائع تقدر
بملايين الدولارات.
عروس تزف إلى زوجها عبر النفق
أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال Elkh-21-06--gaza-3وتتراوح
المسافة التي يقطعها عمال الأنفاق بين خمسمائة متر وكيلومتر واحد، حيث تقع
الجهة الأخرى من رفح المصرية، وهناك يصطف التجار المصريون لوضع بضائعهم في
أكياس من النايلون زرقاء اللون وكبيرة الأحجام، ويتم ربطها من أعلى وتوضع
على العربات البلاستيكية. ثم يبدأ سحبها عبر النفق وتسلم من مسافة لأخرى
عبر عمال الأنفاق الذين ينتشرون على طول النفق، وكل ذلك طبعا بثمنه، الذي
بدأ مرتفعا مع أول الأنفاق، حيث وصل سعر نقل الكيس الواحد إلى عدة مئات من
الدولارات، لكن هذا السعر انخفض بعد أن امتلأت المنطقة بالأنفاق ليصل إلى
أقل من 200 دولار أمريكي.
وحسب مرافقي علي، فإن تكلفة النفق الواحد تبدأ من 6 آلاف دولار لتصل إلى
عشرات الآلاف من الدولارات، كل ذلك مرتبط بطول النفق وعمقه وقطره، وقد
ازدادت تكلفة النفق الواحد بعد أن أصبح أصحابها مدعوين لتحصينها بالأخشاب
أو بقطع حديدية خشية انهيارها فوق رؤوس الذين يعملون داخلها طوال الليل.
ونظرا لهذه التكلفة الباهظة التي يمكن أن تتحول أيضا إلى خسارة كبيرة في
حالة ردمها المصريون أو قنبلها الإسرائيليون، اهتدى حفارو الأنفاق إلى جعل
الواحد منها يفترق على مسارين أو أكثـر، عندما يقترب من الضفة المصرية،
ويخرج عبر فوهتين أو أكثـر عندما يصلها، فإذا اكتشف أمر فوهة أو ردمت عوضت
بالثانية.
بقدر ما كان الحصار قاسيا على الفلسطينيين بقدر ما كان تحدي هؤلاء وتمسكهم
بالحياة أكبر. ولم تتوقف الأنفاق عند تهريب البضائع والسلع، فكان الملاذ
أكثـر من مرة للسماح بأفراد العائلة الواحدة للم شملها عندما تغلق المعابر
ويمنع الطالب من العودة إلى أسرته بعد انقضاء موسم الدراسة، بل وصل الأمر،
يقول علي، أن بعض الفلسطينيين تزوجوا من مصريات يقمن على الضفة الأخرى في
سيناء، حيث يزفن إلى غزة عبر النفق، كما حدث العكس وزفت فلسطينيات إلى
عرسان مصريين، وأدخل بعض الفلسطينيين زوجاتهم الغربيات أيضا إلى غزة عبر
الأنفاق، بعد أن دخلن إلى مصر بتأشيرات سياحية، لما تعذر عليهن الدخول
بطريقة شرعية عبر المعابر المفتوحة. ويكفي لسعيدة الحظ أن تجلس مع ضم
رجليها على العربة الصغيرة الموصولة بالكابل الكهربائي وتجد نفسها بعد
لحظات في الضفة الأخرى.
38 فلسطينيا لقوا حتفهم داخل الأنفاق
تشير الإحصائيات إلى أن أزيد من 30 ألف فلسطيني يقتاتون من تجارة الأنفاق
هذه، ما بين الحفر والنقل، بأجور شهرية تدر عليهم ما بين 300 و500 دولار،
وهم من العاطلين عن العمل الذين وجدوا في مهنتهم الجديدة فرصة وحيدة لسد
جوع أبنائهم. وفي سبيل ذلك كثير منهم يسقط جريحا أو ميتا، إما بانهيار
النفق من حوله وإما بصعقة كهربائية أو برش المياه على فوهة النفق فينهار
على من فيه. ويقول المنسق الإعلامي للخدمات الطبية العسكرية في قطاع غزة
إن أكثـر من 38 فلسطينيا قتلوا داخل الأنفاق على الحدود بسبب ذلك. ويتحالف
هذا الوضع مع الغارات الجوية التي يشنها الطيران الحربي الإسرائيلي على
الأنفاق. وقال لي محمد، أحد المشرفين على النفق، إنه كان حاضرا في نفس
المكان الذي سقط فيه ثلاثة من رفاقه حفاري الأنفاق، أصيبوا عندما شنت
طائرة حربية إسرائيلية غارة عليهم ليلا.
ولا يتفق الغزاويون على جواب واحد عندما يطرح عليهم السؤال: هل الأنفاق شرايين حياة أم موت؟ ويقول أكثـرهم إنها تؤدي الغرضين معا.
ويقول المسؤولون المصريون إنهم يخشون التهديدات الأمنية التي تطرحها
الأنفاق على الأمن القومي لبلادهم، ويثيرون إمكانية استخدامها لتخزين
السلاح وتكديسه بها ''ما قد يدفع لاستخدام تلك الأسلحة في عمليات خارج
الحدود على التراب المصري''، تكون وسيلة لنقل وتسلل العناصر المطلوبة في
قضايا مختلفة. وقد نشبت فعلا معارك تم فيها تبادل إطلاق الرصاص بين
الطرفين، كما يقول المسؤولون المصريون إنه بسبب تلك الأنفاق يعاني سكان
سيناء المتواجدون على الحدود من ارتفاع أسعار السلع، نتيجة للإقبال الكبير
على تهريبها بثلاثة أمثال سعرها الحقيقي. ''وحتى البنزين المدعوم والمازوت
يتم تهريبهما عبر الأنفاق المنتشرة على الحدود، ويحقق المهربون والقائمون
على هذه الأنفاق السرية مكاسب خيالية تقدر في الشهر بمئات الألوف من
الدولارات''، يقول أحد مسؤولي الهلال الأحمر المصري. لكن مثل هذا الكلام
لا يجد قبولا لدى أغلبية المصريين أنفسهم، لأنهم يرون في الأنفاق وضعا غير
طبيعي سببه غلق المعابر المصرية والإسرائيلية في وجه غزة. وقد وصل الأمر
بمفتي مصر السابق، الدكتور نصر فريد، إلى اعتبار هدم الأنفاق بين مصر
وقطاع غزة، والتي يستخدمها الفلسطينيون لنقل المؤن وبعض الأسلحة، أمرا
مرفوضا شرعا. وقال إن كل الوسائل التي تدعم وتمكن أهل البلد المحتلة من
المقاومة ورفع الاحتلال، هو واجب ديني وقومي، بغض النظر عن الأسلوب.
ورغم كل ذلك، تبقى عدة مؤشرات تدل على أن أجهزة الأمن المصرية تغض الطرف،
في كثير من الأحيان، عن نشاط تلك الأنفاق، ولذلك أسبابه غير المعلنة، فقد
ساهمت الأنفاق في زيادة النشاط التجاري في منطقة سيناء وحققت مكاسب مالية
لهم وللقائمين على حراسة وتأمين الفوهة الأخرى من النفق في الجانب المصري.
كما أن الأهم أن السلطات المصرية تعلم أن الأنفاق تشكل متنفسا للغزاويين
يخفف من الضغط على معبر رفح، وتعفيهم من الوقوع في حرج التنصل من
التزاماتهم مع الأوروبيين والإسرائيليين في إطار اتفاقيات تسيير المعابر
المشتركة. ولأنها مهنة الخطر والموت أحيانا، فقد طالبت وزارة الداخلية في
حكومة غـزة مالكي الأنفاق باتخاذ إجراءات توفر قدرا أكبر من الحماية
للعاملين، وتقليل درجة المخاطر التي يواجهونها فيما يشبه التأمينات. وذكر
بعضهم أنه تم إلزام أصحاب الأنفاق بكتابة تعهد قانوني بدفع الدية الشرعية
لذوي أي ضحية يسقط داخل النفق الذي يعمل فيه، ويصل التعويض عن الوفاة إلى
أكثـر من 20 ألف دولار، بعد أن أصبحت قائمة الوفيات طويلة والمهنة محفوفة
بالخطر والموت المحقق الذي يخلف وراءه مآسي ومعاناة عائلية واجتماعية،
إضافة للمآسي التي يعيشها أصلا أهل غزة نتيجة الحصار وشح الموارد وارتفاع
مستويات الفقر والبطالة بصورة عالية.




المصدر :العائد من غزة: عبد النور بوخمخم






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsaada.ahlamontada.net/
 
أنفاق لتهريب السيارات و الوقود و أخرى للرغيف و حليب الأطفال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 64 كتاب في التنمية البشرية مفيدة جدا ومواضيع أخرى -المجموعة الأولى مت الكتب -
» القرآن الكريم مع الترجمة ( الإنجليزية- الفرنسية- الألمانية وثلاث لغات أخرى ) مع إمكانية البحث
» الأطفال والصيف
» ** أفكاربسيطة لتزيين غرف الأطفال **
» الكذب والخيال عند الأطفال ..!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى نصرة فلسطين-
انتقل الى: