... يا حبيبي يا رسول الله

موضوع: ... يا حبيبي يا رسول الله 6/3/2009, 01:01

[

في هذا الزمان عظماء كثيرون يرتقون بنا إلى مرتبة الإعجاب بهم، فنحاول جاهدين التعرف على سيرهم، و قد يكون هذا الفضول و الرغبة في كشف تلك الجوانب الخارقة في حياتهم إما للإقتداء بهم، أو للإستمتاع بقراءة أخبارهم، فيغدو هذا مجرد وقوف – لا غير – على وقائع تاريخية أو قصص طريفة، أسطورية و جميلة.

والكثير من المسلمين اليوم يتخذون السيرة النبوية لهذا الغرض فنجدهم يعرفون عنها قشورا لا تحرك القلوب و لا تستثير الهمم، فهم يعظمون الرسول صلى الله عليه وسلم عن تقليد موروث، أو بعبارة أخرى: إنهم يحبون الرسول بالفطرة...

إن حب الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك النمط، أو معرفته بذلك الشكل، يؤدي بنا إلى الجهل به ..،إنه لمن الظلم أن تتحول سيرة الحبيب المصطفى إلى أسطورة خارقة و كفى، ذلك أن سيرة خاتم الأنبياء و المرسلين هي فترة نابضة بالحياة، و ليست مجرد عهد تاريخي غابر، إنها مصدر الأسوة الحسنة و منبع الشريعة العظمى، فالسيرة شيء ينمي الإيمان، يزكي الخلق و يلهب الكفاح.

فالغرض منها هو أن يتصور المسلم الحقيقة الإسلامية في مجموعها متجسدة في حياته صلى الله عليه وسلم، و حتى يتحقق هذا الهدف، ينبغي علينا تحقيق أهداف فرعية أخرى أثناء قراءتنا للسيرة، و نذكر منها:

• فهم شخصيته صلى الله عليه وسلم للتيقن من أنه رسول الله تعالى بوحي من عنده: " و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى".
• ان تكون حياته صلى الله عليه وسلم دستورا لكل انسان و صورة مثلى في كل نواحي الحياة، فهو قدوة للإنسانية قاطبة " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" وهو النور الذي يتألق سراجه في آفاق البشر كما تتألق الشمس في كبد السماء " قد جاءكم من الله نور و كتاب مبين".
• أن تكون السيرة العطرة مفتاحا لفهم كتاب الله تعالى.
• أن تتجمع في ذهن المسلم المطلع على السيرة النبوية ثقافة كافية بخصوص مبادئ الإسلام و أخلاقه.

فاذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم النموذج الأسمى في الحياة و في كل النواحي الإنسانية، فانه لمن اليقين أن يكون الإسلام – بكل ما يحمله من اعتدال ووسطية و تيسير- مجسدا في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، بكل ما تحمله من أحداث و صفات و أخلاق، و إذا كان " الدين عند الله الإسلام"، فلا ريب أن يكون رسول هذا الدين و حامله هو مفتاح الإسلام و شحنته.

لو رأيت محـــمدا و قبيله ** بالفتـح يوم تكسـر الأصنام
لرأيت دين الله أضحـى بيننا ** والشرك يغشى وجهه الإظلام.