شيخ المنشدين الترمذي للشروق : المنشدون يقلدون الساهر في صوته وعمرو دياب في فتحة قميصه على صدره فريدة لكحل/ وردة بوجملين
شيخ المنشدين أبو محمود الترمذي
لقب بشيخ المنشدين، ويعتبر أحد رواد الأنشودة الدينية في العالم، له باع طويل في الابتهالات والمدائح النبوية والموشحات، حيث أصدر ثلاثة أشرطة ضمت 65 موشحا..إصداراته لا تعد من كثرتها وتنوعها، إنه المنشد السوري الكبير محمد أمين الترمذي الذي يزور الجزائر هذه الأيام بدعوة من الديوان الوطني للثقافة والإعلام في إطار إحياء سهرات إنشادية رمضانية بقاعة الأطلس بالعاصمة، وكذا جولة في عدة مناطق من الوطن على غرار سطيف وبسكرة..استضافته "الشروق" أول أمس وكانت لها معه هذه الدردشة الإنشادية."تبهرني الفرق الإنشادية الجزائرية وهي في تطور مستمر" أبدى شيخ المنشدين أبو محمود الترمذي إعجابه الكبير بالفرق الإنشادية الجزائرية التي قال إنها تقدمت تقدما باهرا في عالم الإنشاد، و"سبقت ما كان يجب أن تكون عليه سواء فيما يخص الألحان الجميلة أو التناول والطرح"، مضيفا أنه "لو وصلت هذه الفرق للتلفزيون لاشتهرت أكثر"، وأوضح بأن "هذه الفرق ستبقى في الظل إن لم يهتم بها التلفزيون الجزائري" .
وأثنى الشيخ الترمذي على المنشدين الجزائريين الذين شاركوا في برنامج "منشد الشارقة". كما كشف بأنه هو من أقنع صاحب لقب منشد الشارقة 3 الجزائري نجيب عياش بالمشاركة في هذا البرنامج بعدما تم اختياره من قبل لجنة التحكيم.
"الإنشاد الإسلامي يتطور اليوم نحو الأسوأ"قال الترمذي "إن الإنشاد الإسلامي على الساحة اليوم يتطور نحو الأسوأ، وجل ما يقدم من أعمال إنشادية هزيل، على كل الأصعدة، سواء من ناحية الألحان المتشابهة والمنسوخة عن بعض، أو من ناحية الموضوع المطروح الذي لا يخدم لا الأمة الإسلامية ولا الفرد نفسه".
وأضاف ضيف "الشروق" أن ما هو موجود اليوم من تقنيات وتطور هائل في التصوير والصورة، وكذا الإخراج الصوتي والخلفيات يعتبر مكسب جيد يخدم الأنشودة ويخرجها من الروتين، لكن حين "تستمع للألحان خاصة الخليجية تجده نسخة عن بعضها البعض، فكل أنشودة يقدمها هؤلاء على مقام الكورد ولا موضوع جديد فيها" يقول ضيف الشروق.
"المنشدون صاروا يقلدون الساهر في صوته، وعمرو دياب في فتحة قميصه على صدره"قال صاحب رائعة "يا بلد المليون شهيد"، التي أهداها للجزائريين قبل 20 سنة، وهو يتحدث عن واقع الإنشاد الإسلامي:"إن المنشدين اليوم أصبحوا يقلدون المغنيين في لبسهم وطريقة أدائهم، وحتى في أصواتهم"، مضيفا أن "ثوب الزخرفة والتجميل الذي ألبسوه على الأعمال الإنشادية في السنوات الأخيرة، أفقدها عنصر الخلود ومكانتها ورسالتها النبيلة"، وتساءل الترمذي: "ما هو الفرق بين مغني يرقص رفقة عدد من الراقصات على موسيقى صاخبة ومنشد ينشد وينزل من المنصة متجها نحو الحاضرات من النساء ليؤدي أمامهن، وهو يقوم بحركات لا تختلف عن حركات المغني".
وأضاف محدثنا "في الوقت الذي كان يجب أن يكون المنشد قدوة للمغني لكي يحذو حذوه، انقلب الأمر ووقع العكس، وبدل أن يقلد ويأخذ المنشد أساتذته في الإنشاد سبيلا لتميزه، اعتبر المغني قدوة له، حيث أصبح يقلد كاظم الساهر في طريقة أدائه وصوته، وآخر يقلد عمرو دياب في طريقة فتحة القميص على الصدر، وثالث يغني ألحانا لأغان، متخذا من كلماتها مادة له مع إضافة بعض الكلمات الدينية فيها وهكذا..".
"لست ضد الموسيقى ولا المرأة في الفيديو كليب" قال الترمذي إنه "لا يعارض فكرة إدخال الموسيقى على الأعمال الإنشادية بشرط أن نهيئ لهذا التوظيف الجو المناسب، والشيء نفسه بالنسبة لتوظيف المرأة في الفيديو كليب الإنشادي، مضيفا أن "الهدف من الإنشاد هو الارتقاء بالذوق العام وليس هز البطون والخصور".
ونفى الترمذي أن يكون ضد الطرب والمطربين بل قال إنه مع الطرب الذي تجرد من الشهوة والغريزة ويحمل مضمونا راقيا ولحنا جيدا، ودعا المنشدين الذين يحملون رسالة نبيلة وسامية فعلا إلى حمل تصور جديد عن الإسلام في أناشيدنا.. تصور يخاطب العقل والوجدان.
"زوجتي وبناتي الأربع كن منشدات ولا زلن"كشف ضيف الديوان الوطني للثقافة والإعلام الشيخ الترمذي بأن زوجته كانت منشدة، حيث عرفت بإحيائها حفلات إنشادية في الأعراس، ولازالت تنشد لولا المرض الذي يلازمها حاليا، وأفقدها القدرة على المواصلة.
وتساءل المتحدث: "كيف سيكون العرس إذا لم تكن هناك منشدات"، مخبرا بأن زوجته كان لديها فرقة تنشد في الأعراس، مضيفا بأن بناته الأربع سرن على نفس النهج، وهن اليوم يحيين حفلات أعراس في الأردن، مستفيدات من الإرث الإنشادي الكبير الذي وصل إليه الوالد.
وأوضح الترمذي بأنه كان يبحث في بطون الدواوين الشعرية من أجل البحث عن الأشعار التي تناولت المرأة وانتقاء ما هو مناسبا له، كما أنشد للطفل، وسجل شريطا كاملا من 19 أنشودة للطفل والطبيعة والأعراس والقرآن وفضائله والجهاد والأخلاق والشعائر الإسلامية والقضية الفلسطينية.
"التجارة بالدين سبب اختفاء الفضائيات الإنشادية" "ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله زال وانفصل" هكذا بدأ شيخ المنشدين الإجابة عن سؤال وجهته له "الشروق" حول ظهور قنوات إنشادية بقوة في فترات متعددة ومختلفة ثم تختفي بعدما تستقطب جمهورا واسعا، حيث أضاف أن "هناك العديد من العناوين في القنوات الإسلامية الغاية من وراءها المال وليس الرسالة الإسلامية أو الإنشادية، وهذا سبب اختفاء هذه الفضائيات".
"الممثل المصري حسن يوسف وأمثاله يتاجرون في الدين الإسلامي" انتقد الشيخ الترمذي لجوء العديد من الفنانين المصريين إلى الاسترزاق من خلال امتطاء الدين، ضاربين عرض الحائط كل المبادئ والقيم الأخلاقية من أجل "حفنة دراهم".
وقال الشيخ الترمذي عن الممثل حسن يوسف:"لقد تخلى عن الإمام الشعراوي في أول خرجة له خلال شهر رمضان المبارك، وفاجأنا بتقمصه لشخصية عاشق ولهان يتصابى أمام إغراءات زهرة في مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة".
وأضاف الشيخ الترمذي، الذي أرجع سلوك هؤلاء الممثلين إلى افتقارهم للمبادئ وامتطائهم للدين الإسلامي من أجل الكسب المادي والاسترزاق، مؤكدا على أن التوبة لا تقبل إلا إذا كانت خالصة لوجه الله.
وشمل حديث الترمذي بقية الممثلين الذين أعلنوا توبتهم وعزوفهم عن الأعمال الفنية التي تتضمن مشاهد مخلة بالحياء والتزامهم بأداء أدوار في المسلسلات الدينية وعودتهم في الآونة الأخيرة إلى تجسيد المشاهد الساخنة، وفي المقابل بارك ارتداء الفنانة حنان ترك للحجاب وتحولها إلى العمل الخيري والنشاط الدعوي من خلال البرامج التي تنشطها على الفضائيات.
وقال الترمذي في هذا الخصوص: "وكأن حنان ترك تقول للشابات المفتونات بعمرو دياب وتامر حسني لقد كنت تحت دائرة الضوء، إلا أنني تخليت عنها وتركت كل شيء من أجل الله، عز وجل، ولأنني اقتنعت بأنه لن يفيدني غير التدين ووجه الله، عز و جل، وأن التدين الحقيقي يفضي إلى السعادة التي يفتقر إليها العديد من الناس، قبل أن يرجع سبب انتحار النجوم والمشاهير إلى التعاسة التي حوّلت حياتهم إلى جحيم بسبب الفراغ الأخلاقي والديني الذي يعيشونه".
"توظيف الموسيقى في الإنشاد لا يتعارض مع الدين"في إجابة واضحة، اعتبر المنشد محمود أمين الترمذي أن تحوّل المنشدين إلى الغناء نكسة وردة، لأنهم تركوا الأفضل واتبعوا السيء، متهما إياهم بالجهل بتعاليم دينهم الإسلامي قائلا في هذا السياق: "إن الفنان إذا كان مضللا فهو ينشر صورة مقزمة عن الدين الإسلامي".
وأضاف الترمذي في هذا الشأن: "أتساءل عن دافع هؤلاء فإن كان الشهرة، فهي آتية وكما كسب جمهور الأغنية العادية قبل أن يتحول إلى أداء الأنشودة سيكسب جمهوره الإسلامي، وإن كان المال فليس لهم أن يتاجروا في تعاليم الدين الإسلامي"، وأضاف الترمذي في ذات السياق: "إن كان تحول هذا الفنان من الغناء إلى الإنشاد فأنا أبارك له ذلك، وإذا كان العكس فذلك مخالفة لتعاليم الشرع".
ونفى الشيخ الترمذي ما تردد على لسان عدد من الفقهاء بخصوص فتوى تحريم توظيف الموسيقى في المديح الديني، وأوضح بأن توظيفها في المديح الديني لا يتعارض مع الدين شريطة أن لا تتشبه بالموسيقى الصاخبة التي تسمع في الملاهي الليلية، واستدل فيما ذهب إليه بتوظيف كبار المنشدين العرب على غرار سيد نقشبندي، الذي كان يوظف الموسيقى في الابتهالات الخالدة التي كان يؤديها، حيث لازالت الإذاعة المصرية تبثها إلى اليوم، لكنه وظفها بطريقة تأخذك في نشوة روحانية، وهذا لا يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي بعكس استعمال هذا الجيل من المنشدين للموسيقى في أعمالهم والذي يجعلك تحس وأنك تستمع لأغنية من نوع آخر، وانتقد توظيف المنشدين اليوم للموسيقى، وقال إنهم حولوا الأنشودة إلى أغنية، مشيدا بالطريقة التي وظف بها المخرج مصطفى العقاد للموسيقى في فيلم الرسالة وكذا التوظيف الجهادي لها في فيلم "عمر المختار".
الشيخ الترمذي يدعو الإرهابيين إلى التوبة عن فهمهم الخاطئ للإسلام"لو قرأتم القرآن والحديث قراءة صحيحة لتراجعتم وندمتم"وجه شيخ المنشدين محمود أمين الترمذي رسالة إلى الجماعات الدموية المتطرفة القابعة في مختلف معاقل الإرهاب ببلادنا، مفادها أن سياسة التقتيل وسفك الدماء التي ينتهجونها في الجزائر لم تخلف غير البأس والشقاء والتعاسة لهم ولإخوانهم.
وخاطب المنشد الترمذي الجماعات الإرهابية في ذات السياق قائلا: "لو قرأتم القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة قراءة صحيحة لتراجعتم ولندمتم عن الأعمال التي تقومون بها ولاستغفرتم ربكم وهو الرحمن الرحيم".
وأكد ضيف "الشروق" على أن "جنوح الجماعات الإرهابية التي تتبنى الفكر الديني المتطرف إلى العمل الإرهابي والعنف ناجم عن فهمهم الخاطئ للدين الإسلامي، داعيا إياهم إلى إعادة قراءة القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة قراءة سليمة، حتى يتمكنوا من فهم معاني الدين الإسلامي فهما صحيحا".
وأردف الشيخ الترمذي، الذي يزور الجزائر، بدعوة من الديوان الوطني للثقافة والإعلام، لتنشيط سهرات إنشادية خلال هذا الشهر الفضيل :»ليس من المعقول أن نقوم بسفك دماء من يخالفوننا في المنهج ونسفك دماء الأطفال الأبرياء دون وجه حق«، وأضاف متسائلا عن مصدر الفتاوي التي تبيح قتل الآخرين :»لا أعرف من أين طلعوا علينا بهذه البدع التي أهلكت الحرث والنسل".