دلولة حديدان/ليلى . ل
ما هدم من منازل بالقدس لهذه السنة يعادل كل ما هدم منذ1967
" في مارس الفارط استدعى المحتل أربعين حاخاما للصلاة في الأقصى "
كشف عبد الله معروف، مسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى، بأن الكثير من الدول العربية، باستثناء الجزائر وقطر، رفضت المشاركة في مؤتمر القدس الأخير حتى لا تتطلع على حقيقة ما وصلت إليه القدس، وأضاف بأن "هذا المؤتمر سيبقى شاهدا على أخطر هجرة صهيونية إلى القدس منذ احتلالها " .
وقال معروف إن عدد المنازل التي هدمت في شمال القدس هذه السنة ينافس تلك التي هدمت منذ 1967 إلى يومنا هذا، خاصة بحي البستان والبوابة الجنوبية، وهي مهدّدة بالهدم هذا العام .
وأضاف ضيف الجزائر بأن إسرائيل لجأت إلى أسلوب جديد، وهو سحب الهويات من القيادات الفلسطينية، "نير براكات رئيس بلدية صهيوني متطرّف قام بسحب هويات بشكل غير معقول من قيادات فلسطينية في القدس، وقد تم الزّج بمحمد أبو جابر في السجن لأنه رفض سحب هويته منه"، قبل أن يضيف : " في شهر مارس من السنة الفارطة تم إغلاق بوابات المساجد وتم إدخال اليهود بالمئات وأغلقت الأبواب دون المسلمين، وتم استدعاء نحو أربعين حاخاما يهوديا للصلاة في الأقصى لأول مرة " .
وأضاف محدّثنا بأن "انتشار عقوبة المنع من دخول المسجد الأقصى لم تكن معروفة من قبل، وصارت حاليا تطبق بشكل كبير، إذ يُمنع المقدسيون من دخول المسجد الأقصى أو حتى الاقتراب منه، من بينهم الرائد صلاح الذي منع منذ سنة ونصف من دخول المسجد الأقصى".
ومنذ سنة تقريبا، يضيف محدثنا، صار المقدسيون يمنعون من دخول الأقصى ويعاقبون فور الاقتراب من الجنوب وتقدّم لهم خريطة تمنعهم من الاقتراب على بعد 50 مترا. وذكر معروف بأن "إحدى حالات المنع أفضت إلى المنع من دخول المنزل، لشاب يسكن بالقرب من المسجد الأقصى على بعد 25 مترا، فمنع من الاقتراب منه على بعد 150 متر مدّة ستة أشهر، واضطر للذهاب إلى مخيمات اللاجئين، وتجّدد منعه عشر مرّت أي انه حرم من دخول منزله لمدة خمس سنوات " .
ومن المضحكات المبكيات التي رواها السيد معروف أن الرائد صلاح تم تجديد منعه من دخول المسجد الأقصى وهو لا يزال في سجنه .
وذكر ضيف " الشروق " بأن المقدسيين يعانون معاناة غير مسبوقة، ولا شيء بوسعهم فعله إلا أن يثبتوا داخل بيوتهم .
وعرّج ضيف الجزائر على السابقة الخطيرة في تاريخ الاستيطان، إذ لم يسبق من قبل أن سلطت عقوبة على المقدسيين تجبرهم على هدم بيوتهم بأيديهم، "يجبر صاحب السكن على هدم مسكنه بنفسه، وإلا يتعرّض لعقوبة مالية بأن يأتي أعوان يهدمون المنزل ويغرّمون تكاليف الهدم التي تقدر بخمسين شيكل إسرائيلي، أي ما يعادل 15 ألف دولار " .
ونبّه معروف إلى أهمية الملتقى الذي جمعهم هذه المرة في الجزائر، "لأنه أخرج الموضوع من مجرد المعرفة العامة إلى التصفية والتفكير في الحلول العملية: "والأكثر من ذلك إشعار المقدسيين أنهم ليسوا وحدهم في المعركة، لأنهم تحت سطوة التضليل الإعلامي الصهيوني والترويج لفكرة أنهم لوحدهم في مواجهته ميدانيا، وأن العرب والمسلمين لا يعرفون عنهم شيئا " .
وثمّن ممثل مؤسسة القدس مبادرة السعودية التي لم تستطع مرة المشاركة في أحد المؤتمرات وابتدعت فكرة عمرة مقدسية، تجمع فيها المقدسيون للقيام بعمرة يتعرّفون فيها على المملكة السعودية، وروى تجربة أحد المقدسين بعد أن التقى ببقية الشباب من مختلف الدول العربية ومدى معرفتهم بتفاصيل القضية الفلسطينية، حيث قال : " أنا لا أبالي بعد اليوم بما يجري لي بعد أن أعود لأن عيري معي، لذا نركّز على إيصال فكرة أن المقدسيين ليسوا وحدهم وأن العرب جميعا معهم .
الجيل الجديد لا يفرق بين بيت المقدس وبين مسجد قبة الصخرة
" سفراء القدس " لمواجهة " سفراء الصهيونية "
- أوضح عبد الله معروف بخصوص مشروع "سفراء القدس"، الذي تنظمه المؤسسة منذ فترة، بأنه يرتكز على تخريج جيل من الشباب العربي المسلم على قدر من المعارف بخصوص القدس من خلال دورات، يتكوّن فيها من كل النواحي ويتطلع على مجموع المعارف التي تخص القدس، التاريخية، الجغرافية، السياسية والدينية .
وأرجع سبب اللجوء إلى هذا المشروع هو أن الجيل الجديد للطلبة المسلمين والعرب معرفتهم قليلة، حتى أنهم لا يفرقون بين بيت المقدس ويخلطون بينه وبين مسجد قبة الصخرة، "وهذه وحدها مأساة خطيرة وهي مقصودة، إذ تم تدمير أبواب حارة المغاربة، وأقيمت كنيسة الخراب على أرض المسجد الأقصى ولم ينتبه إليها أحد، للتضليل الحاصل والنقص المعرفي الموجود " .
ويصل متوسط الدورة إلى سنة ونصف، أما الدورات الطويلة فتستمر ثلاث سنوات بأكملها، يكون الشباب فيها على دراية كافية بتاريخ بيت المقدس وحاضره مع ارهاصات المستقبل، ويحصل في النهاية على شهادة رمزية يوقع عليها رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة القدس الشيخ يوسف القرضاوي، ويمكن الشاب المتخرّج من أن يكون مدربا لغيره مستقبلا .
وذكر الدكتور بأن المشروع تعبوي تثقيفي المقصود منه إنشاء جيل من سفراء القدس عبر العالم، تكون لهم نقطة أساسية، هي الدفاع عن القضية المقدسية وسلاحهم فيها المعرفة، إضافة إلى بناء منهجية التفكير في كيفية النظر إلى القضية عبر الزمن، كما تدرس أيضا طريقة تفكير الآخر ونظرته إلى المسجد الأقصى حتى يدرك بالضبط طريقة التعامل معه، مشيرا إلى أن هذا التكوين يكون بمختلف اللغات مع مراعاة خصوصية كل منطقة يكون فيها هذا البرنامج، لضمان المرونة وقبوله في مختلف الدول والقارات.
والهدف الأسمى من هذا البرنامج، يضيف السيد معروف، هوالتعامل مع قضية القدس العربي من زاوية منهجية فكرية تثقيفية، بعيدا عن الزاوية العاطفية التي لا تخدم لوحدها القضية، وتتوقف فقط على شحذ الهمم دون توفر منهج خاص للتعامل معها وخدمتها على أكمل وجه، لتكون خدمة القضية عقلي وعاطفي .
وأشار السيد معروف في الختام إلى ان هناك برنامجا ماثلا يتبعه الصهاينة في العالم منذ سنوات يسمّى "سفراء المعبد أوالهيكل"، يعمل على تدريب الشباب على الإيمان بالهيكل المزعوم، وتدعيم مختلف النواحي التثقيفية وفهم القضية، ومن ثمّ إطلاقهم في العالم كسفراء للنضال لصالح القضية، ويأتي مشروع سفراء القدس لمجابهة هذا المشروع الصهيوني .
يسعى الاحتلال إلى إغراقهم فيها
مؤسسة القدس تعمل على حماية شباب المدينة من المخدرات
خصصت مؤسسة القدس الدولية11 مليون دولار لصالح سكان القدس،60 بالمائة منها عبارة عن مشروعات، وقال محمد عبد الله شيخ إدريس، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية، في منتدى "الشروق اليومي"، إن 40 بالمائة من ميزانية المؤسسة تم تخصيصها لبيوت المقدسيين التي هدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي أو تلك المهددة بالإزالة .
وأوضح نفس المتحدث أن مؤسسة القدس الدولية لديها إحصاءات كاملة ودقيقة جدا بالبيوت المهدمة أو تلك المهددة بالإزالة، مشيرا إلى أن هدف المؤسسة التي تأسست منذ عشر سنوات هو تثبيت سكان المقدس ومساعدتهم على عدم مغادرة المدينة، حيث تخطط إسرائيل منذ مدة إلى إفراغ المدينة من الفلسطينيين .
وحول طبيعة المساعدات التي تقدمها المؤسسة، قال محمد عبد الله شيخ إدريس إنها تتنوع بين مساعدات مباشرة للسكان، بمعنى مساعدتهم قانونيا مثل دفع أتعاب المحامين لأولئك الذين هدمت بيوتهم ويريدون مقاضاة سلطات الاحتلال.
أما المساعدات الأخرى فتتمثل في مشاريع لتثبيت الفلسطينيين داخل مدينة القدس، بينها مشاريع تعليمية تهدف إلى تشجيع الطالب المقدسي على البقاء داخل مدينته وأيضا مشروعات لتزويج الشباب، بالإضافة إلى تدريس الطلبة والتلاميذ منهج مقدسي يدرس طوعا أو بالاتفاق مع الاسيسكو ويهتم بالمعارف المقدسية ..
وتحدث محمد عبد الله شيخ إدريس عن مشروعات رئيسية لمحاربة المخدرات في المدينة التي قال إنها مبتلية كثيرا بهذه الآفة الخطيرة، مشيرا إلى وجود مشاريع لتوعية شباب المدينة من أجل إبعادهم عن هذه الآفة التي يسعى الاحتلال إلى إغراقهم فيها.. ومن بين المشروعات التي وضعتها مؤسسة القدس الدولية، مشروع خاص بحراسة المسجد الأقصى .
وعن طريقة جمع التبرعات الخاصة بتمويل هذه المشاريع، قال ضيف "الشروق"، إن هناك اعترافا كاملا من الحكومات العربية بهذه المؤسسة، وهناك حسابات مفتوحة في البنوك العربية، بالإضافة إلى موظفي بعض الدول يقومون باستقطاع طوعي من مرتباتهم تدفع للحساب المركزي.
ومن جهة أخرى، أوضح ضيف الشروق اليومي أن الخلاف الفلسطيني الفلسطيني لم يؤثر على عمل مؤسسة القدس الدولية، وقال إن المؤسسة تعمل على توحيد الفلسطينيين وخدمة القضية، بدليل أنها وجهت في آخر تقرير لها انتقاداتها لكافة الأطراف..
29/9/2010, 05:20
