اصعب ابتسامة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه اجمعين

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


أصعب ابتسامة

من الصعب على الآنسان ان ينسى
أشياء عزيزه عليه فقدها ...وقلوباً أحبها
فرق الله بينه وبينها.!!
ولكل انسان قلب وعقل :
قلب يحمل المحبه والوفاء...
وعقل يحمل ذاكره تحوي كل عزيز....
من الصعب على الاْنسان
أن يعيش حياته
بدون أحلام
بدون امنيات
ومن الصعب أن يحتمل
فقدان احداها ...
وعندما يفقد احداها فأنه يلجأ الى بلسم الجراح
الذكرى
حينما يتذكر أشياء كثيره فقدها ...
يبتسم قليلاً
ثم تنهمر دموعه على وجنتيه
ثم تهدأ نفسه
لآنه يعرف أن هذه الاْشياء
اصبحت ذكرى وأحلاماً مضت وأنه يعي الحاضر
فيبتسم املآ وتفاؤلاً
لإيمانه الشديد بأن القدر
يخبىء له الفرح الى جانب الحزن والدموع ...الى جانب السعاده...
والإنسان بدون حزن ودموع
لايشعر بطعم السعاده
ولا حرارة الضحكات ...
فلتبتسم إذن أيها الانسان
... ابتسم
لحاضرك ولمستقبلك ولماضيك

إن فراق من تحبين لا ينسيكي اياه الا ايمانك الشديد بأن الغد لناظره لقريب

وان موعد اللقاء مضمون من رب العباد..

وربما هذا ما وساني لحظت وداعي لوالدي.. فكلما كانت عاصفة افكار الحزن تبدأ اسكتها بنسمات الايمان

ان موعدنا عند رب العباد -لايضيع ربي ولا ينسى- سبحانه وتعالى

فتهدأ نفسي وتقر عيني واتذكر من جميل ما منحني ربي من نعيم حنان الاب وقربه ومودته

وكيف ان غيري لم يحظى بأب حتى ولو ليوم واحد في حياته

وانها النعمة تكتمل ان اخذه ربي وانا ما زلت احترق له شوقا حتى لا تنطفئ شعلة العطاء له وبره ربما اكثر

وان اتمتع ببره في خير الناس على وجه البسيطة ومن احب دوما -من هي عيني والدتي-

فالفراق رحمة بنا وارتقاء بالعلاقة مع من نحب في بعض الظروف

وانا وقعت في أحد هاته الظروف.. فما وجدت اوسع من رحمة ربي تذكرني وتواسيني .. لا وبل تضحكني

ولولا اليقين باللقاء لما جف دمع ولا هدأت نفس ولا اجتهد الواحد منا في العطاء

وكأن باليقين نشعر أن الفراق حدث اليوم فقط وأن اللقاء هو غدا

فالحمد لله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون

ولله ما أعطى ولله ما أخذ .. ولهذه اللحظة أسال الله أن يجيرني في مصيبتي ويخلفني خيرا منها

فالمصيبة ليست عند حدوثها فقط وانما كلما تذكرتها وتالمت لذكراها وهو ما قرأته عن هذا الدعاء

أي أن نردده كلما تذكرنا الواقعة ..

فسبحان الله وبحمد لله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته