كتبت ابنتي ايمان هذة الصرخة موجهة الى الشباب

( بسم الله الرحمن الرحيم




وأنا أقلب صفحات التاريخ ـ تكتسح خاطري شجون وهموم
خواطر تفعل بنفسي فعل النار بالعقرب ..تجعله ينتحر !
أنتحر من واقع ...لم أرض به يوما ..
دعوني أمد أوراقي البيضاء ـ لتلملم قطر سيل
لونه أحمر * طعمه مالح ..

هذه الشذرات ستتحول إلى كلمات رقراقة
تندفع بقوة يصاحبها دوي أصواتنا التي ما كلت ولا ملت ..
عسى أن تزلزل نفوس الراقدين
فيجيبوا الصرخة قبل أن ترجع إلينا فيصيبنا الحَزَن .



** ** **




لا أدري حقيقة ..

لماذا يخالجني شعور الأمومة وأنا أحدثكم عن هذه الأمة المحمدية ..
وقد ينسكب الدمع على وجنتي فما أرى من حروفي شيئا
تلوح لي كما يلوح مسكن أحدكم لأحدكم وراء الضباب ..
قد ينفطر قلبي وأنا أتقمص شخص الطبيب الذي يعاين كيان مريضه
فيصيبه الوهن مما يرى ..وينعقد لسانه عن التعبير .
لست أكتمكم خوفي على هذه الأمة

خوف الأم على وليدها .. ذلك الحمل الضعيف ..
أو خوف أم موسى على موسى " إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها"
أو خوف يعقوب على يوسف " إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب "

لا أخاف عليها من القوة الغربية -وهي لها بالمرصاد -
وإنما أخاف عليها من أبناءها * إذا تجمدت عواطفهم
وحبس بهم فكرهم ..فلم يتحركوا لملمة أشلائها ـ
ولا انتبهو لما يحيط بها .

صدقا *

يموت الناس مرة * ونموت نحن بليون مرة
مع كل ضربة نموت * ومع كل إنتكاسة نموت *
ومع كل خيبة نموت * ومع كل إعراض نموت ..
ولا حياة لنا إلا بانضمامكم أنتم الى صفوفنا

أيها الشباب :

أنتم معقد الأمل * ومناط الرجاء

إننا اليوم في أمس الحاجة إلى طاقاتكم الهائلة ..
وقدراتكم الفائقة ..
حتى ندرك ما ضيعناه في الأيام الخالية
أيام استيقظ فيها الغرب ونمنا * تقدم وتخلفنا * تعلم وجهلنا

أيها الشباب :

بات واجبا عليكم أن تخوضو معركتين * وأضحى لزاما عليكم إحراز نصرين !
معركة مع أنفسكم ضد الهوى والخوف والشيطان
ومعركة مع عدوكم ضد الغزو الفكري والإعلام الغربي والفن الهابط
والبروتوكولات التهويدية والمخططات التنصيرية
التي تهدف إلى إفراغكم من محتواكم و التي ترصد لها يوميا بلايين الدولارات !

أيها الشباب :

لا تكونوا عبيد شهواتكم * ولكن الله فاعبدوا ..
لا تكونوا كالحيوانات الذليلة التي تقضي عمرها مهطعة الرأس نحو الأرض !
تبحث عما يحقق لذتها ويشبع حاجتها ..
ولكن كونوا مخلوقات بشرية مشرئبة نحو النور تعطي أحسن ما عندها
بلغونا كلماتكم .. وأشجونا بأصواتكم .. وكونوا شباب الإسلام بالليل رهبانا
وفي النهار فرسانا ..

أهيب بكم " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون"

إن يكن منكم واحد كعقبة بن نافع ..نغنى به ونقنع..
عقبة...
ذاك المقدام الذي وقف في أقصى المغرب ..
بعد أن خاض بجواده بحر الظلمات المسمى بالمحيط الأطلسي ..

وقف قائلاً :
" اللهم رب محمد لولا هذا البحر لفتحت الدنيا في سبيل إعلاء كلمتك * اللهم فاشهد "




** ** **

هذا بوح خاطري .. كتبته على عجل * فلا تتغافلوا عن هضم معانيه

وما لكم تغفلون ..؟

وأنتم الدم الجديد ..الضامن لحياة الأمة واستمرار وجودها

وما لكم تغفلون ..؟

وأنتم عدة الأمة في التصدي لكل خطر * ومجابهة كل عدو

وما لكم تغفلون ..؟

وأنتم الورثة الحافظون لمآثرها والمصحّحون لأوضاعها المنحرفة



والحمدلله رب العالمين ..)