مبادرة التحرر من التبغ
31 أيار/مايو
من الأمور الأساسية التي يركّز عليها هذا اليوم الذي يُحتفل به سنوياً في 31 أيار/مايو الأخطار الصحية الناجمة عن تعاطي التبغ والأنشطة التي تضطلع بها منظمة الصحة العالمية للحد من تعاطيه. ويمثّل تعاطي التبغ ثاني أهمّ أسباب الوفاة على الصعيد العالمي. فهو يقف، حالياً، وراء عُشر الوفيات التي تُسجّل في أوساط البالغين في شتى أرجاء العالم.
وأقرّت منظمة الصحة العالمية الاحتفال بهذا اليوم في عام 1987 لاسترعاء انتباه العالم إلى وباء التبغ وآثاره الفتاكة. ذلك أنّ التبغ يأتي في مقدمة ما يمكن توقيه من الأوبئة التي تواجهها الأوساط الصحية.
منظمة الصحة العالمية تدعو إلى وضع تحذيرات صحية أكثر فعالية على عبوات التبغ
29 أيار/مايو 2009 | جنيف
حثّت منظمة الصحة العالمية، اليوم، الحكومات على اشتراط أن تتضمن جميع عبوات التبغ تحذيرات مصورة لإظهار الأمراض وأنواع المعاناة الناجمة عن تعاطي التبغ.
وتأتي هذه الدعوة من أجل العمل الصادرة عن منظمة الصحة العالمية عشية الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين الموافق 31 أيار/مايو. وتركّز حملة هذا العام على تخفيض نسبة تعاطي التبغ بإذكاء الوعي العام بأخطاره.
وتكشف الدراسات أنّه لا يدرك المخاطر الصحية الخاصة بالتبغ إلاّ القليل من الشباب، حتى بين الذين يرون أنّه من المواد الضارّة. ومع ذلك، فإنّ التحذيرات الصحية الموضوعة على عبوات التبغ في معظم البلدان لا توفر المعلومات اللازمة لتحذير المستهلكين من مخاطره.
فقد كشفت دراسة مسحية أُجريت في الصين في عام 2009، مثلاً، أنّ 37% من المدخنين فقط يعلمون أنّ التدخين يتسبّب في حدوث أمراض القلب التاجية و17% فقط يعلمون أنّه يتسبّب في الإصابة بالسكتة الدماغية. كما خلصت دراسة مسحية أخرى أُجريت في سوريا في عام 2003 إلى أنّه لم يمكّن من تحديد الأمراض القلبية الوعائية كأحد الأخطار المرتبطة بتعاطي السجائر أو النارجيلة إلاّ نسبة قليلة من طلاب الجامعات. وقد أظهرت بحوث أُجريت في بلدان أخرى نتائج مماثلة.
والجدير بالذكر أنّ التبغ، الذي يأتي في مقدمة أسباب الوفاة التي يمكن توقيها، يودي بحياة أكثر من خمسة ملايين نسمة كل عام. وهو المنتج الوحيد، من بين منتجات الاستهلاك القانونية، الذي يؤدي إلى الوفاة إذا ما استُهلك تماماً على النحو المُستهدف من قبل منتجيه.
وقد تبيّن أنّ التحذيرات الصحية الفعالة، ولاسيما المصورة منها، تسهم في تحفيز متعاطي التبغ على الإقلاع عنه والحد من نسبة إغراء الذين لم يصلوا إلى مرحلة الإدمان من بين متعاطيه. وخلصت الدراسات التي أُجريت بعد وضع تحذيرات مصورة على العبوات (تحذيرات تشتمل على صور ونص) في البرازيل وكندا وسنغافورة وتايلند إلى نتائج متساوقة بشكل ملحوظ بشأن الأثر الإيجابي للتحذيرات.
وقال الدكتور علاء العلوان، المدير العام المساعد بمنظمة الصحة العالمية، "إنّ التحذيرات الصحية التي توضع على عبوات التبغ من الاستراتيجيات البسيطة والزهيدة التكلفة والفعالة التي بإمكانها الحد على نطاق واسع من تعاطي التبغ وإنقاذ الأرواح. وتلك التحذيرات لا تفي بالغرض إلاّ إذا أبلغت عن المخاطر. والتحذيرات التي تشمل صوراً عن الضرر الناجم عن التبغ تضمن فعالية خاصة في الإبلاغ عن المخاطر وتحفيز التغييرات السلوكية، مثل الإقلاع عن تعاطي التبغ أو الحد منه."
غير أنّه لا يعيش في البلدان التي تشترط وضع تحذيرات مصورة على عبوات التبغ إلاّ 10% من سكان العالم فقط.
وقال الدكتور دوغلاس بيتشير، مدير مبادرة التحرّر من التبغ التي ترعاها منظمة الصحة العالمية، "لا بد لدوائر صناعة التبغ، لضمان استمراريتها، من تحويل انتباه الناس من الآثار الفتاكة لمنتجاتها. وهي تلجأ إلى حملات ترويجية تكلّفها عدة ملايين، بما في ذلك عبوات مُصمّمة بعناية، من أجل إيقاع أناس جدد في فخ التبغ ومنعهم من الإقلاع عنه."
وأضاف الدكتور بيتشير قائلاً "بإمكان التحذيرات الصحية التي توضع على عبوات التبغ أن تكون وسيلة قوية لتسليط الأضواء على الواقع الكئيب لتعاطي التبغ