يبقى المطبخ لغز للفتاة ما لم تساعدها والدتها في فك رموز هذا اللغز.
وفي رمضان عموماً فرصة كبيرة لتعلم الفتاة بعض أسرار المطبخ، خاصة وأن رمضان لهذا العام وافق الإجازة الصيفية. أضف إلى ذلك الأصناف الكثيرة والمتعددة التي تطهى خلال هذا الشهر؛ مما يجعل الفتاة تطلع على عدد كبير من الأنواع التي تعدها والدتها بشكل يومي.
رمضان يفتح باب التعاون بين أفراد الأسرة
تفرح الفتاة إسراء ـ 20 عاما - كثيرا بتفويض أمها مهاماً داخل المطبخ لها، فعندما تضع طعام الإفطار أمام الأسرة تتفاخر بأنها هي التي صنعت السلطة والشوربة، وقامت بمساعدة أمها في طهي الطبق الرئيس لهذا اليوم من شهر رمضان المبارك.
و تفرح الفتاة كثيراً عندما تسمع أمها وهي تمدحها أمام زوجات العم بسرعة البديهة والتعلم لديها، وتحلم إسراء باليوم الذي تصبح فيه سيدة مسؤولة عن شؤون منزلها، تقول :"سأكون نشيطة؛ لأن ربة المنزل الناجحة لا يزعجها القيام بكافة أعمال المنزل بنفسها"، وتعجب إسراء من حال بعض الفتيات اللواتي ينشغلن عن أعمال المنزل بالمبالغة باستخدام التكنولوجيا وغيرها من ملهيات العصر.
تقول أمها: "رمضان بوقته المحدود كشهر يكون المجال فيه كبيرا لتعريف الفتاة على الكثير من الأطعمة التي تفضلها الأسرة بشكل عام" ، وتتابع السيدة: "موعد عرس ابنتي بإذن الله بعد العيد، وطيلة فترة الخطوبة وأنا أطالبها بتعلم الطهي لكنها كانت تتكاسل، أما مع بداية رمضان فقد أصبحت الأمور أكثر جدية، وهي لا تتركني فترة وجودي بالمطبخ، واعتمد عليها كليا في صنع الشوربات والسلطات، وأما الطعام الرئيس فهي تشاركني في صنعه، وتنفذ ما أطلبه منها من خطوات الصنع، كما أنها تسعد بصنع الحلويات إذا ما سمعت أن أحد من زميلتها صنعتها".
تقول إسراء: "في رمضان هناك فرصة كبيرة لتحقيق التعاون بين أفراد الأسرة الواحدة، فجل وقت الجميع نهارا في البيت والأعمال المنزلية تكون على مرآى الجميع، وبالتالي يشعر الجميع بالمسؤولية وبالجهد الذي تقوم به الأم، أو ربة المنزل ويشعرون بحجم المسؤولية الواقعة على الأم فيعمدون إلى مساعدتها".
أم حلمي سيدة في السبعينيات من العمر تقول لنا: "إن شهر رمضان الكريم يمثل فرصة كبيرة لتعليم الفتيات أصول الطهي وأمور المنزل، حيث تهيئ الأمهات بناتها حتى يصبحن ربات منزل متميزات، وتضيف الحاجة: "في رمضان يكون الوقت قبيل الأكل كبيرا؛ لذا الفرصة سانحة لتعليم الفتيات أصول إعداد الطعام وتنظيم وترتيب المنزل، وهن بسبب العادات الإيجابية المتأصلة في المجتمع الفلسطيني يتسابقن ويحببن المساعدة في الأعمال المنزلية"
الفتاة رنا نافذ ـ 17 عاما ـ تقول: "إن رمضان ومسؤولياته الكثيرة يحتم على جميع أفراد الأسرة التعاون من أجل إنجاز الأعمال المنزلية، وتوضح الفتاة أن أمها تحرص في هذا الشهر الفضيل على تفويض مهام جديدة لها وهي تسعد بذلك، وترفض رنا وجود خادمة في المنزل وتقول: "لا أتخيل وجود خادمة في منزلنا. هذا سيشعرني بالقلق الدائم على أسرتي" ، وتضيف: "على كل شخص أن يخدم نفسه بنفسه، أنا أشعر بسعادة غامرة عندما تدعو لي أمي برضا؛ لأني خدمتها في شؤون المنزل وهذا حقها علي وحق أبنائي علي أيضا في المستقبل".
ومن الجميل أيضا أن يساهم الرجل في أعمال المنزل، إذا ما وجد زوجته غير قادرة على أداء بعضها، أو كانت الأعمال متراكمة عليها، وهذا الأمر ليس عيبا، بل سيمنح الأسرة الشعور الجميل بالسعادة والمشاركة في المسؤولية.
ولا يمانع السيد أبو شادي من ذلك فيقول: "إذا وجدت زوجتي وبناتي مشغولات في أعمال المنزل من غسيل و صنع الخبز، لا أتوانى عن الذهاب للمطبخ لصنع القهوة أو الشاي لي أو لضيوفي وهذا ليس عيبا" ، و لا يقبل أبو شادي وجود خادمة في منزله بأي حال من الأحوال، ويقول إن هذه الظاهرة خلفت مشكلات أسرية كثيرة يسمع عنها ولا يقبل أن يعيشها في جميع الأحوال.
* مقتبس *
21/8/2011, 17:11 من طرف *تسنيم