اصلاح ذات البين
البداية مع هذه القصة :عندما يكون في حياتك أناسا تحبهم في الله وتحمل باقة ورد وتجري في اتجاههم فتصدم بكف على الخد ثم صفعة على الخد الآخر فتتناثر ورود وأزهار تلك الباقة فيدوسها كل من هب ودب,فتصور شعورك وأنت تصفع مرتين ثم تداس الورود و الأزهار
التي اقتنيتها من كذا حديقة ,من حديقة الحب في الله وحديقة الاخوةوحديقة الصداقة وحديقة العطاء ...وكل حدائق الدنيا.
حيث أن هناك ثلاثة أحبة في الله,جرى بين أثنين منهم ((نستطيع أن نقول سوء تفاهم ..)) فجاء الشخص الرابع (هو إنسان ثرثارو....) ليصلح بينهم فتصور ماذا حدث؟ لقد زرع فتنة بين المجموعة .هل تعرفون لماذا؟لأنّ الوسيط لم يرد أن يصلح بل أراد أن يفسد هذه العلاقة لا نعرف لماذا؟. لأنه لو أراد أن يصلح لأصلح كما هو مذكور في القرآن و السنة.وهو يعلم هذا جيدا-فسامحه الله -
فالخلافات في هذه الدنيا والنزاعات قائمة منذ أن قتل قابيل هابيل.....والحسد والحرص والشح درجات لإثارة العداوة والبغضاء بين المسلمين! ولكن إذا وقعت العداوة وكثر التنافر وتباعد الأحبة ما موقفنا أمام الله ؟! هل نسكت ونترك ذلك أم نسعى لإصلاح ذات البين بالكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة وحتى لو تم دفع مال لإصلاح ذات البين ففي ذلك أجر ومثوبة!!
●عن أبي الدر داء –رضي الله عنه - قال : قال رسول الله_صلى الله عليه وسلم_: " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصَّدَقة " ؟ قالوا : بلى. قال: " صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالفة" [ رواه الترمذي]
وفيه حث وترغيب في إصلاح ذات البين ، واجتناب الإفساد فيها ، لأن الإصلاح سبب للاعتصام بحبل الله وعدم التفرق بين المسلمين.وفساد ذات البين ثلمه في الدين فمن تعاطى إصلاحها ورفع فسادها نال درجة فوق ما يناله الصائم القائم المشتغل بخويصة نفسه [تحفة الأحوذي]
فلهذا الفضل العظيم ولرجاء دوام الألفة والمحبة بين المسلمين يستقطع المسلم من وقته للسعي في إصلاح ذات البين ودحر الشيطان وذلك عبر زيارة أو مها تفة..وكثير من الناس تجد أن القطيعة فيما بينهم لأمور تافهة ومواقف عابرة..فكم من الزملاء في العمل وبينهم من التدابر والتناحر ما الله به عليم وكم من الأقارب والجيران بينهم مثل ذلك...فأين من يهب لحصد الحسنات وإطفاء نار العداوات؟!
إن الإنسان الأكثر سعادة هو ذاك الذي يصنع سعادة اكبر عدد من الناس.
[b]
30/3/2009, 15:56 من طرف ام مارية